أكد رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز اننا في الاردن قيادة وحكومة وشعبا "سنبقى دوما الاقرب الى فلسطين وشعبها".
واشار خلال افتتاحه السبت مهرجان القدس الثالث للثقافة والفنون بحضور امام وخطيب المسجد الاقصى المبارك الشيخ الدكتور عكرمة صبري ، انه وفي الوقت الذي "تخلى فيه المجتمع الدولي عن القضية الفلسطينية وصمتت واختفت اصوات الكثيرين الا ان صوت جلالة الملك عبدالله الثاني استمر مدويا عاليا في أصقاع الدنيا، ينادي بالحق الفلسطيني، وبأن تبقى القضية الفلسطينية في مقدمة اولويات المجتمع الدولي".
واضاف، ان الاردن الذي ساند كفاح الشعب الفلسطيني، استمر حرصه ايضا على حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية وإعمارها، للحيلولة دون تهويدها، وتهويد المدينة المقدسة، فوقف سدا منيعا، امام محاولات الاحتلال المتواصلة العبث بها وان المطلوب منا جميعا ان نؤمن بأن قوة الاردن قوة لفلسطين وشعبها، وقوتنا تتمثل في الحفاظ على نسيجنا الاجتماعي وتمتين جبهتنا الداخلية والاستمرار في بناء الأردن القوي المنيع والتصدي بحزم لأية جهة تحاول الاساءة للوطن أو تهدد أمنه ووحدته، وعلينا بكل اطيافنا ومكوناتنا ان نتعامل مع الاوضاع المحيطة بنا بمنتهى الحكمة والشعور بالمسؤولية.
وبين الفايز ان المطلوب من الشعب الفلسطيني اليوم العمل المخلص والجاد، من اجل مواصلة خطوات المصالحة والوحدة الفلسطينية لمواصلة مشوار الدفاع عن الحق الفلسطيني بقوة كي لا تذهب نضالاته ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وحيا رئيس مجلس الاعيان شعب فلسطين على صموده وتصديه للهجمات الشرسة التي يتعرض لها من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي وكفاحه ونضاله من اجل تحرير ارضه من مغتصبيها، مستذكرا دور الاردن وقيادته الهاشمية، في الدفاع عن فلسطين وقضية شعبها، فالأردن ارتبط دينيا وتاريخيا بفلسطين ومنذ النكبة استمرت القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن العنوان الاول في اجندته السياسية، وعلى ارض فلسطين قدم الاردن الشهداء دفاعا عن ثراها الطهور ومقدساتها الاسلامية والمسيحية.
واشار الى انه ومنذ ان تسلم، جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية استمر جلالته على خطى القادة الهاشميين فكانت القضية الفلسطينية وحق شعبها في اقامة دولته المستقلة هاجسه الاول والدائم، وكانت بالنسبة لجلالته أسمي من كل التباينات والاختلافات، ولهذا كان صوت جلالته الاقوى في مختلف المحافل الدولية دفاعا عن فلسطين ومن اجل دفع العالم للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وتمكينه من دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.
واكد الفايز ان الاردن لم يتخل عن فلسطين وعن مسؤوليته نحو المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية وعن رعاية اللاجئين والنازحين من ابناء شعبنا الفلسطيني، وشاركهم آلامهم واقتسموا معهم رغيف الخبز، فأصبحنا في الاردن وطن المهاجرين والانصار وقدمنا كل اشكال الدعم المعنوي والمادي للشعب الفلسطيني في رحلة كفاحه ونضاله من اجل تحرير ارضه وتقرير مصيره.
وانطلاقا من الاخوة الاردنية الفلسطينية تواصلت قوافل الخير الاردنية الهاشمية ومنذ سنوات بتسيير المساعدات الانسانية والطبية لأهلنا في فلسطين، والمستشفيات الاردنية الميدانية تنتشر في العديد من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أن جلالة الملك ما زال يجوب بقاع الارض، لإقناع القادة والساسة، بشرعية الحقوق الفلسطينية، وما زال الاردنيون، على العهد خلف جلالته، شركاء لنضال الشعب الفلسطيني، في كفاحه المجيد، لاستعادة حقوقه ووطنه المغتصب، وقد شكلت هذه المواقف، السند الحقيقي للشعب الفلسطيني، وعكست وحدة وتلاحما، اجتماعيا وسياسيا، بين شعبينا، واليوم فإن القضية الفلسطينية تعيش في وجدان وضمير وقلب كل اردني وعربي ومسلم.
واكد ان جلالة الملك وانطلاقا من مسؤولية جلالته الدينية والتاريخية والوصاية الهاشمية على المقدسات فقد واصل مسيرة الهاشميين في الدفاع عنها، فحمى المقدسات وقام بإعمارها وصيانتها لتبقى منابر شامخة تعبر عن عروبتنا وديننا، وهويتنا وترنو اليها الافئدة من مختلف بقاع العالم، مؤكدا ان صوت جلالته هو الاقوى والاكثر شجاعة، في الدفاع عن فلسطين ومقدساتها، وفي الدعوة الصادقة إلى التضامن والوحدة بين أبناء الأمة العربية لمواجهة التحديات والمخاطر.