أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس جمهورية غينيا ألفا كوندي، في قصر الحسينية اليوم الاثنين، مباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، والتطورات الراهنة إقليميا ودوليا.
وخلال مباحثات موسعة، سبقها لقاء ثنائي، أعرب جلالة الملك عن ترحيبه بزيارة الرئيس كوندي، التي تشكل فرصة لتقوية العلاقات بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات.
وقال جلالته إنه "خلال مباحثاتنا، وجدنا أننا نتشارك في الكثير من الآراء، وتطرقنا لما يمكننا عمله لتعزيز العلاقات بيننا".
وأضاف جلالته أننا نشهد اليوم تحديات صعبة، حيث علينا التعامل مع خطر داعش، في منطقتنا، والشباب، وبوكو حرام أيضا، مشيرا جلالته إلى أنها مشكلة عالمية، وتتطلب العمل معا لمواجهتها.
ولفت جلالته إلى الفرص المتاحة لتطوير التعاون بين الأردن وغينيا في المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلا عن التعاون في المجالات العسكرية والأمنية.
وأعرب جلالته عن أمله في أن تشكل زيارة الرئيس كوندي منطلقا لزيارات متبادلة بيننا.
بدوره، أعرب الرئيس الغيني عن شكره لجلالة الملك والشعب الأردني على الدعوة الكريمة والاستقبال الحار الذي حظي به، وقال "يسعدني أن أعرب لجلالتكم عن إعجابي بما شاهدته خلال زيارتي أمس إلى مدينة الحسين الطبية، والمركز الخاص بتدريبات القوات الخاصة، لقد أعجبت كثيرا وأريد أن أهنئكم على هذا الإنجاز الكبير في بلدكم الكريم".
وأضاف "لقد أعجبت بشكل خاص بمركز الملك عبدالله الثاني لتدريب القوات الخاصة الذي تم تأسيسه في 2009، وأصبح خلال فترة وجيزة مركزا عالميا، لقد زرته اليوم وتجولت داخله وأعجبت كثيرا بما توصلتم إليه في هذا المركز وبما يحتويه من إمكانات هائلة وتجهيزات متقدمة".
وقال "التقيت مساء أمس مع مجموعة من رجال الأعمال، وناقشت معهم القضايا والسبل والوسائل التي يمكننا أن نعمق و نطور العلاقات التجارية، والتعاون بين رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين".
وأضاف "لقد أخبرتهم إنني سأطلب من جلالتكم أن تتكرموا بفتح سفارة للأردن في غينيا لتكون بوابة لبلدكم إلى المجموعة الأفريقية في غرب أفريقيا كلها".
وأضاف الرئيس الغيني "تحدثت معهم حول إمكانية عقد اجتماعات اللجنة المشتركة الوزارية للتعاون بين البلدين لكي نحدد المجالات والموضوعات التي يمكن أن توسع التعاون بين البلدين".
وقال " أرحب بزيارة رجال الأعمال إلى كوناكري من أجل الإعداد لعقد ملتقى اقتصادي بين غينيا والأردن في القريب العاجل".
وخلال المباحثات الموسعة التي تخللها غداء عمل حضره عدد من كبار المسؤولين في البلدين، جرى بحث فرص زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري والعسكري بين الأردن وغينيا، والاستفادة من الخبرات الأردنية في القطاع الصحي والصناعات الدوائية.
كما جرى بحث التعاون في المجالات الزراعية والثروة الحيوانية والطاقة وتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى تشكيل لجنة وزارية مشتركة لبحث آفاق العلاقات الاقتصادية، وتوقيع اتفاقيات إطارية خاصة تستهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري.
وتم التأكيد، خلال المباحثات، على أهمية تبادل الزيارات بين رجال الأعمال لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين.
وتطرقت مباحثات جلالته مع الرئيس كوندي الذي يترأس حاليا الاتحاد الإفريقي، إلى العلاقات العربية الإفريقية، وأهمية توسيع آفاق التعاون بين الدول العربية والإفريقية، خصوصا في المجالات الاستثمارية والتنموية والتجارية والأمنية.
كما تم استعراض المستجدات على الساحة الإقليمية، والمساعي الرامية إلى التوصل لحلول سياسية للأزمات التي تمر بها المنطقة.
المباحثات تناولت أيضا الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية.
وحضر المباحثات رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الصناعة والتجارة والتموين.
كما حضرها عن الجانب الغيني وزير الدولة والمستشار الخاص للرئيس الغيني، ومستشار الرئيس الغيني للشؤون الدبلوماسية، والسفير الغيني غير المقيم في المملكة.
وكانت جرت للرئيس الغيني مراسم استقبال رسمية في قصر الحسينية، حيث كان جلالة الملك في مقدمة مستقبليه.
واستعرض جلالته والرئيس الضيف حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلامين الوطني الغيني والملكي الأردني.