يستقبلك بابتسامة وردية، وبصوت يملؤه الحماس " أهلا وسهلا.. تفضلوا عنا".
الشاب مالك، يبلغ من العمر 18 عاماً، وهو مدير أحد المطاعم التي تقدم الفطور والمعجنات الصباحية في العاصمة عمان، يمكنك عند رؤيته أن تلحظ إصراره على النجاح، وتفوقه على كل التحديات الجسدية وحتى المجتمعية لبناء عمله الخاص، والذي يعد من آوائل الأشخاص الذين ينشؤون أعمالهم الخاصة في الأردن، ويقومون باستثمار مواهبم.
مالك، خُلق بكروموسومات زائدة عن الحد الطبيعي ما نتج عنه إصابته بما يعرف علمياً " بمتلازمة داون" وهي متلازمة صبغوية تنتج عن تغير في الكروموسومات؛ مما يسبب تغيراً في المورّثات. يصاحب المتلازمة غالباً ضعف في القدرات الذهنية والنمو البدني، وبمظاهر وجهية مميزة.
ولكن مالك يعتبر بأن ما حصل معه نعمة مكنته من إنشاء عمله الخاص، والتفوق دوناً عن أقرانه.
" أنا بحب ماما كتير، لأنها ساعدتني أعمل المطعم" ، بكلمات بسيطة جداً، تحمل في طياتها الأمل، يحدثنا مالك خلال زيارتنا له أثناء عمله، عن تشجيع والدته له لإنشاء هذا المطعم، والإنخراط بالمجتمع والتعامل مع الزبائن اختبار تجارب جديدة.
والدة مالك وداد ملحس، تقول بأنها تشعر بالفخر الشديد بإبنها، لأن تصميمه ساعدها على التقدم بهذه الخطوة، هي المؤمنة بقدراته التي تمكنه من عمل أي شيء يصمم على عمله، وتعلم كل شيء "ما عدا العجن".
قصة الشاب مالك، أثارت جدلا واسعاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والذي شجع الكثير من الناس، لزيارة المطعم والتعرف أكثر على مالك، بمساندته ودعمه مادياً ومعنوياً، آملين أن تعمم هذه التجربة لكسر كافة الحواجز المجتمعية بالتعامل مع المصابين بمتلازمة داون.