تعد منارة جامع المحضار، الذي شيد عام 1823م، أطول منارة بنيت من الطين في العالم، حيث يبلغ طولها 150 متر.
ويقع جامع المحضار في مدينة تريم بمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، وأحد أبرز معالمها الأثرية، حيث اشتهرت هذه المدينة منذ القرن السادس الهجري بكونها مركز إشعاع ديني، يتوافد إليها طلبة العلم من المناطق اليمنية والدول المجاورة والشرق الأقصى وشرق إفريقيا، لتلقي العلم الشرعي من علمائها الأفاضل.
واختيرت تريم عام 2010م، عاصمة للثقافة الاسلامية، حيث تشتهر هذه المدينة بمعالمها الإسلامية، المتمثلة في المساجد التي يبلغ عددها 360 مسجدا، المبنية حسب الطراز اليمني الحضرمي العريق، وفيها مسجد المحضار الشهير بمنارته الأطول في العالم والمبنية من الطين.
وينسب جامع المحضار، إلى مؤسسه الإمام الشيخ عمر المحضار بن عبدالرحمن السقاف، (توفي عام 833هـ)، وعرف بأنه أول نقيب للعلويين الاشراف، فبنى مسجده بمساحة 63×93 قدما، ثم وسع المسجد وجدد في أواخر القرن الثالث عشر الهجري.
وتمتاز عمارة المسجد بطابع فني هندسي بديع، ويتألف تخطيطه من فناء مكشوف تحيط به أربعة أروقة أعمقها رواق القبلة والذي يزينه ثلاثة محاريب جصية بديعة مزينة بالزخارف الهندسية والنباتية والكتابية، وفي منتصف الضلع المقابل لرواق القبلة تتموضع منارته الشامخة التي يبلغ ارتفاعها حوالي 175 قدم، وهي مربعة الشكل وبداخلها درج للصعود إلى أعلاها، وبنيت من اللبن (الطين) وجذوع النخيل.
وبحسب المصادر التاريخية، فقد تم تشييد هذه المنارة في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، وقام ببنائها المهندسون عوض سلمان عفيف وإخوانه وهم من أبناء تريم.