أعلنت شركة سامسونج، الثلاثاء، رسميًا عن إطلاق مساعدها الرقمي “بيكسبي” Bixby لهواتفها الذكية جالاكسي إس8 وجالاكسي إس8 بلس في أكثر من 200 دولة حول العالم، وذلك بعد تأخر دام أشهرًا.
وقالت عملاق الإلكترونيات الكورية الجنوبية في بيان على موقعها الإلكتروني: “تعلن شركة سامسونج للإلكترونيات اليوم أن قدرات بيكسبي الصوتية توسعت إلى أكثر من 200 دولة وإقليم في جميع أنحاء العالم، مما يسمح للملايين من المستهلكين بتجربة طريقة أكثر ذكاء للتفاعل مع هواتفهم”.
وأضافت سامسونج: “وبالإضافة إلى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، سيكون بمقدور المستهلكين في البلدان في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة وأستراليا وكندا وجنوب أفريقيا، الاستفادة من الواجهة الذكية لمساعدتهم على إنجاز الأمور على نحو أسرع وأسهل”.
ووفقًا لسامسونج، التي تعد أكبر منتج للهواتف الذكية في العالم، يوفر بيكسبي، الذي يتوفر في الوقت الراهن باللغتين الإنجليزية والكورية فقط، للمستخدمين إنتاجية وتخصيصًا مُحسنين من خلال “الأوامر السريعة” Quick Commands، وهي الميزة التي تسمح لهم بإنشاء أمر صوتي مخصص لاستخدامه بدلًا من تسلسل واحد أو أكثر من الأوامر.
وضربت الشركة على ذلك مثالًا بأن يقول المستخدم للهاتف “طابت ليلتك” Good Night، ليفهم المساعد الرقمي بيكسبي بأن عليه أن يشغل وضع “عدم الإزعاج”، ويضبط المنبه، ويشغل مُصفِّي “فلتر” اللون الأزرق.
وذكرت سامسونج أن بيكسبي يفهم أيضًا الطريقة التي يتحدث بها المستخدم، ويطرح الأسئلة ويقدم الطلبات. فعلى سبيل المثال، إذا التقط المستخدم صورةً ثم قال لبيكسبي “أرسل الصور التي التُقطت للتو إلى أمي”، فسوف يفهم المساعد الرقمي بالضبط أي صورة يقصد المستخدم ثم يرسلها إلى أمه. و “هذا الفهم للغة الطبيعية يجعل التفاعل مع الهاتف الذكي الخاص بك أسهل وأكثر بديهية. مع تكرارية تقنية التعلم العميق، سوف يتحسن بيكسي مع مرور الوقت للتعرف على تفضيلاتك الشخصية وطرق التحدث”.
وكانت سامسونج قد أعلنت عن مساعدها الرقمي بيكسبي في شهر آذار/مارس الماضي لتنضم بذلك إلى السباق المحموم بين شركات التقنية الكبرى، مثل جوجل صاحبة “جوجل أسيستنت” وآبل صاحبة سيري وأمازون صاحبة أليكسا ومايكروسوفت صاحبة كورتانا، على الظفر بامتياز دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدماتها.
وتجادل الشركة بأن بيكسبي، الذي كان يُفترض أن يتوفر مع هواتف جالاكسي إس8 منذ شهر نيسان/أبريل الماضي ولكنه لم يكن جاهزًا حينئذ، يختلف “يختلف في جوهره” عن غيره من المساعدات الرقمية الأخرى التي تستجيب للأوامر الصوتية، أو التي يحلو للشركة أن تسميها “وكلاء” Agents.
وأوضحت سامسونج أن بيكسبي يختلف عن الآخرين لأنه سوف يكون قادرًا على دعم “تقريبًا” كافة المهام التي يمكن للتطبيق القيام بها من خلال الوسائل العادية، مثل الشاشة اللمسية، ما يعني أنه لا يقوم أساسًا على تنفيذ المهام التي يتوفر لها أوامر صوتية.
وأوضحت الشركة أن التطبيقات التي تدعم بيكسبي سوف تكون أكثر فهمًا للسياق بحيث يفهم المساعد الرقمي بالضبط ما يحاول المستخدم القيام به، كما سيفهم وينفذ الأوامر الصوتية حتى وإن لم يقدم المستخدم الأمر الصوتي كاملًا أو قدمه بترتيب عشوائي للكلمات، كل ذلك بفضل ما تسميه سامسونج “السماحية الإدراكية”.
يُذكر أنه يمكن لمستخدمي هواتف جالاكسي إس8 وجالاكسي إس8 بلس تشغيل بيكسبي بمجرد النقر على الزر المخصص له، والذي قدمته سامسونج بغية إزالة عائق ضرورة تشغيل الشاشة لاستدعاء المساعد الرقمي، أو تسهيل مهمة أداء مهام عدة بضغطة زر واحدة.
وعن خطط سامسونج المستقبلية لبيكسبي، قال نائب الرئيس التنفيذي ورئيس مركز الأبحاث والتطوير التابع لقسم الخدمات والبرمجيات لدى سامسونج، إنجونج ري: “التوسع في قدرات بيكسي الصوتية هو خطوة أولية في استمرار طرح وظائف بيكسبي. ففي المستقبل، سوف يكون لبيكسبي القدرة على التعلم لتقديم تفاعلات أكثر ذكاء وملاءمة لشخصية المستخدم والاتصال السلس عبر المزيد من الأجهزة”. وتخطط سامسونج لمواصلة توسيع قدرات الصوت بيكسبي للمزيد من البلدان، واللغات، والأجهزة، والميزات، وتطبيقات الطرف الثالث.
وتطمح الشركة في إتاحة بيكسبي لما وراء الهواتف الذكية، إذ سوف يدعم مستقبلًا منتجاتها الأخرى، بما في ذلك أجهزة التلفاز الذكية، وأجهزة التكييف، وذلك في إطار الدور المتزايد الذي تلعبه المساعدات الرقمية في سوق “إنترنت الأشياء”.
وكانت سامسونج أعلنت في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي عن استحواذها على “فيف لابز” Viv Labs، وهي شركة ناشئة أميركية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويديرها أحد مطوري المساعد الرقمي الذكي سيري Siri التابع لشركة آبل.
وأوضحت الشركة وقتئذ أنها تخطط لدمج منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة، والتي تحمل اسم Viv، في منتجاتها من الأجهزة المنزلية والأجهزة القابلة للارتداء، إضافة إلى أجهزة أخرى والتي قد تشمل هواتفها الذكية.
وتخوض شركات التقنية الكبرى سباقًا محمومًا متزايدًا لجعل منصات الذكاء الاصطناعي جيدة بما يكفي للسماح للمستهلكين بالتفاعل مع أجهزتهم على نحو أقرب إلى الطبيعة، وخاصة عن طريق الصوت.
يُشار إلى أن شركة جوجل تعد أكثر الشركات التقنية قوةً في مجال الذكاء الاصطناعي، وتسعى شركات أخرى، مثل أمازون من خلال مساعدها الرقمي أليكسا، وآبل من خلال سيري، ومايكروسوفت من خلال كورتانا، إلى منافستها.