توصلت دراسة حديثة أجريت على فئران تجارب إلى أن تناول فيتامين بي 3 قد يمنع حدوث الإجهاض والتشوهات الخلقية.
ووصف الباحثون من معهد فيكتور تشانغ في سيدني باستراليا الدراسة بأنها "طفرة كبيرة"، بعد أن توصلوا إلى السبب والحل الوقائي في دراسة واحدة.
ويأمل الباحثون في أن يستفيد من نتائج دراستهم قطاع عريض، لاسيما وأن 7.9 مليون طفل يولدون سنويا بتشوهات خلقية.
بيد أن خبيرة في علم الأجنة قالت إن نتائج الدراسة "لا يمكن ترجمتها إلى توصيات" للحوامل.
وحلل الباحثون الحمض النووي لأربع أسر عانت الأم فيها من إجهاض متكرر أو ولادة أطفال بتشوهات خلقية، مثل مشكلات في القلب والكلى والفقرات والشفاه الأرنبية.
وتوصل العلماء إلى وجود طفرات في اثنين من الجينات الوراثية التي تسبب نقصا في جزئ حيوي عند الطفل يعرف باسم "ثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين" الذي يسمح للخلايا بتوليد طاقة ويجعل الأعضاء تنمو بطريقة طبيعية.
وأدخلت المشرفة على الدراسة، سالي دانوودي، طفرات مماثلة في الفئران لكنها توصلت إلى إمكانية تصحيح النتائج إذا تناولت الأم الحامل النياسين (فيتامين بي 3).
وقالت "يمكن زيادة مستويات مركب ثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين ومنع حدوث الإجهاض والتشوهات الخلقية تماما. إنه طريق جانبي لتفادي المشكلة الوراثية. ونادرا ما يتوصل باحثون إلى سبب وحل في نفس الدراسة. والوقاية بسيطة، عبارة عن تناول فيتامين".
وقالت كاتي موريس، خبيرة طب الأجنة بجامعة برمنغهام :"على الرغم من أن النتائج مثيرة، فإن هذا الكشف لا يمكن ترجمته إلى توصيات للحوامل اللاتي قد يعاني معظمهن من نقص فيتامين بي 3".
وأضافت :"تعادل الجرعات المستخدمة في هذه الدراسة 10 أضعاف الجرعات اليومية الموصى بها كمكملات للمرأة".
وقالت إن الآثار الجانبية لهذه الجرعات العالية غير معروفة، كما تحدث مشكلات في الحمل عادة بسبب تفاعلات مركبة من عدة عوامل.
ووصف جان غولدينغ، من جامعة بريستول، الدراسة بأنها "عمل قوي" لكنه حذر من استقراء الكثير من النتائج، نظرا لأنها تعتمد على معلومات وراثية مستمدة من أربع أسر وفئران تجارب.
وأوصت دانوودي الحوامل بتناول فيتامينات خاصة بفترة الحمل تتضمن جرعات موصى بها تعادل 18 ميلليغرامات من النياسين.
وقالت :"لسنا جميعا متماثلين في امتصاص العناصر الغذائية"، مضيفة أن مؤشر كتلة الجسم والسكري يمكن أن يؤثر على كيفية إنتاج المرأة لمركب ثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين.
وقالت :"نحن لا نعرف من هن أولئك النساء اللاتي ينتجن مستويات كافية (من المركب)، لذا سيكون ذلك خطوة تالية في الدراسة".