صدر تقرير علمي دولي محذرا من تضرر موارد المياه العذبة في مختلف مناطق الأرض، إثر تغير المناخ، والتوسع الحضري، والنمو السكاني، والتنافس، وانعكاساتها في زيادة الهطول المطري، وارتفاع حجم الجريان السطحي.
وركز التقرير المنشور في بداية أيار (مايو) الماضي عبر الموقع الإلكتروني للرابطة الدولية للمياه، بعنوان "نوعية المياه من الفضاء: قفزة عملاقة للصحة العامة والبيئة"، على إدراج حلول للمساهمة بتحسين جودة المياه وتطوير صنع القرار في خدمات الإمداد بالمياه عبر الاستفادة من تطبيق المعلومات عن طريق الأقمار الصناعية، وسواتل الغلاف الجوي التي يمكن عبرها التنبؤ بأحوال الطقس لسواتل الاستشعار عن بعد، والمساهمة برصد الموارد البيئية عن بعد.
واقترح التقرير ذاته، الذي نشر باللغة الإنجليزية، حماية موارد المياه عبر حماية النظام الإيكولوجي والزراعة، وإنتاج الطاقة والترفيه، سيما وأن عمليات العلاج والتكاليف الناتجة عن تقديم خدمات مرافق المياه للمستهلكين، تتحدد عبر كل من كمية ونوعية مياه المنبع في مجمعات وخزانات المياه.
وبين التقرير أن التغير المناخي بشكل عام، يؤدي لزيادة تواتر وكثافة هطول الأمطار التي تتصدر حتى خزانات المياه، ما يؤدي لجريان المياه الزائدة، وبالتالي احتمال حدوث فيضانات وتدمير حتى المياه المخزنة، والمساس بإمدادات المياه.
ولفت التقرير في محوره لانعكاسات النمو السكاني المتزايد على تفاقم نوعية المسطحات المائية، ولتوسيع المناطق المعبدة وزيادة الجريان السطحي للمناطق الحضرية "المصادر الرئيسة لتلوث المياه في المناطق الحضرية".
وأشار إلى "تهديد كبير لنوعية المياه، مصدره تلوث واسع الانتشار وناجم عن الزراعة المكثفة، ويرتبط باستخدام مبيدات الآفات والأسمدة لتغذية سكان العالم".
وبين احتمالية أن يؤدي الجمع بين زيادة تحميل العناصر المغذية في المسطحات المائية والتغير في درجات الحرارة، بالطحالب، التي قد تؤثر على تحميل المخزن الرئيس للخزانات.
ولفت الى إشكالية "الطحالب"، اذ قد ينتج عنها سموم يمكنها تلويث مصادر المياه (مثل البكتيريا التي تنتج مجموعة سموم طحلبية ضارة معروفة باسم ميكروسيستينس)، فضلا عن مرافق معالجة مياه الشرب التي تزود مياه المصدر.
وتناول التقرير محور "تقنيات تقييم التغيرات في نوعية المياه (الاستشعار عن بعد- الفضائية)"، موضحا أن زيادة الضغوط تشكل تحديات إضافية على مرافق المياه، سيما وأن الوصول لمياه آمنة ونظيفة، يعتمد على تأمين إمدادات، وإمكانية الوصول للمعلومات خلال الوقت المتوقع حول شروط نوعية المياه وكميتها، بهدف استباقية إدارة المخاطر على المنبع، وتحسين استجابات المياه عند الحوادث، أو تحسين الكفاءة التشغيلية ونوعية خدماتها.
وأكد التقرير أهمية دور الفضاء بدمج "عمليات رصد الأرض"، اذ ترصد الأقمار الصناعية نماذج نوعية المياه وأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتثبيت نظام دعم قرار قوي من شأنه توليد بيانات محدثة، فضلا عن التنبؤ بتدفقات المياه ونوعية البيانات في خزانات المياه.
وستسهم هذه المعرفة حول الأوضاع على أرض الواقع، الآن وفي المستقبل القريب، بتحسين معالجة المياه، وزيادة قدرة الاستجابة لمديري المياه ضد الحوادث، مثل الطحالب، وحالات الجفاف والفيضانات.