قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، إن إقدام تنظيم داعش الارهابي على تفجير جامع النوري التاريخي ومنارة الحدباء، في الجانب الغربي لمدينة الموصل، إعلان رسمي لهزيمة التنظيم في المعارك.
وأعلن الجيش العراقي أن "داعش" فجّر جامع النوري والمئذنة التاريخية التي تتوسّطه، المعروفة باسم "منارة الحدباء" بعد بدء القوات العراقية اقتحام المنطقة، التي أعلن منها أبو بكر البغدادي دولة الخلافة المزعومة.
وبدأت قوات الشرطة الاتحادية التقدم بشكل سريع في منطقتي راس الجادة، وباب البيض، في المدينة القديمة، بعد ساعات على التفجير الداعشي للتاريخ.
وتتوسّط مئذنة الحدباء جامع النوري، وهي منارة قديمة يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1170 م، وهي من أشهر المعالم التاريخية في مدينة الموصل.
إقرأ أيضاً: 'داعش' يفجر جامع النوري والمئذنة الحدباء التاريخية في الموصل
واتهمت وكالة أعماق المرتبطة بالتنظيم طائرات أميركية بتدمير المسجد، فيما سارع التحالف إلى نفي تلك المزاعم، قائلاً إنه لم ينفذ ضربات جوية في تلك المنطقة. واصفاً ما قام به التنظيم بالجريمة التاريخية.
وفيما لا تزال عملية تفجير الحدباء وجامع النوري تثير غضب العراقيين، لما لهذا المكان من رمزية دينية وتراثية، يتوقع بعض المراقبين إعلان تحرير الموصل عشية حلول عيد الفطر، فيما يستبعد آخرون حسم المعركة الجارية بين القوات الحكومية وعناصر "داعش" في ما تبقى من أيمن الموصل بهذه السرعة، رغم التقدم الذي تحرزه القوات المهاجمة، معللين ذلك بوجود مدنيين آثر المسلحون استخدامهم دروعا بشرية، فضلا عن أن المباني، التي يتواجد فيها المدنيون المحاصرون، يصعب وصول العربات إليها بسبب ضيق الأزقة والمباني القديمة، التي يمكن أن تتهاوى على رؤوس المدنيين، فيما لو تعرض أحد المباني للقصف.
وأعلنت مصادر استخبارية من داخل حي الشفاء في الموصل القديمة مقتل مسؤول التفجيرات لدى المسلحين، المدعو أبو عرفان الموصلي، في عملية نوعية قام بها عناصر القوات الأمنية، في الوقت الذي تواصل القوات المهاجمة هجوما شنته من ثلاثة محاور، استطاعت خلاله كسر خطوط الصد باتجاه حي الشفاء.
وفي الأثناء عمد أهالي قضاء حمام العليل إلى دهم البيوت، التي تقطنها عائلات المسلحين وطردتها خارج المدينة بالقوة.
مؤتمر إسطنبول
سياسياً، انشغل الساسة العراقيون، ومعهم المتابعون، في المؤتمر الذي كان أعلنه رئيس البرلمان الدكتور سليم الجبوري، الخاص بأهل السنة، والمزمع عقده في مدينة إسطنبول منتصف شهر يوليو المقبل. والمعلومات المتوافرة لدى القبس تشير إلى أن كلاً من رجل الأعمال العراقي خميس الخنجر، وسعد البزاز، وحاتم سليمان سيكونون ضمن المشاركين في المؤتمر، الذي يضم خمسة وعشرين شخصا، تم اختيارهم وفق توزيعات على خمسة مجموعات، بواقع خمسة مشاركين لكل مجموعة.
هذا المؤتمر، بالإضافة إلى حراك رئيس الإقليم الكردستاني مسعود البرزاني نحو استفتاء الاستقلال، كلها تمثل مخاضات غير معلومة النتائج والمآلات لمرحلة ما بعد تحرير الموصل، ليكون العراق من الناحية العملية أمام استحقاقات سياسية لهذه المرحلة المقبلة، في ظل توقعات يشير فيها بعض المعنيين إلى أن مرحلة ما بعد الموصل سوف ترسم وجهة العراق الجيوسياسية في دائرة الاحتمالات الثلاث (إقامة الأقاليم)، إلى جانب وجود إقليم كردستان ضمن نظام فدرالي موحد، أو إرجاء مشروع الفدرالية إلى وقت بعيد، وإبقاء الحكم الإداري الحالي المؤلف من محافظين ومجالس محافظات، يجري تشكيلها ضمن الانتخابات المحلية المفترض إجراؤها قبل أو بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية في مطلع العام المقبل.
وبالمحصلة يمكن القول إن مرحلة ما بعد تحرير الموصل ستمثل اختبارا صعبا للساسة العراقيين، ولحكومة العبادي بنحو خاص، في عملية إنتاج الصورة الحقيقية التي سيكون عليها الوضع العراقي برمته.