يتوجه الناخبون في كوسوفو الى مراكز الاقتراع الاحد لاختيار نوابهم لولاية ستكون صعبة على الارجح بين التوتر مع صربيا واحتمال اتهام مسؤولين بارتكاب جرائم حرب خلال النزاع في هذا البلد الواقع في البلقان.
ويجري الاقتراع من الساعة الخامسة الى الساعة 17,00 بتوقيت غرينتش، على ان تعلن النتائج الاولى مساء الاحد.
وغابت مسألة تشكيل محاكم خاصة مكلفة النظر في جرائم الحرب التي ارتكبها جيش تحرير كوسوفو خلال حرب الاستقلال ضد قوات بلغراد في 1989 (13 الف قتيل)، عن المناقشات الانتخابية.
وبين الشخصيات التي يمكن ان توجه اليها اتهامات بارتكاب جرائم ضد صرب وغجر الروما وكوسوفيين البان متهمين بالتعاون مع الصرب، الرئيس الحالي هاشم تاجي ورئيس الحزب الرئاسي قدري فيسيلي الذي يتمتع بنفوذ كبير.
وكان الحزب الديموقراطي لكوسوفو قرر فك تحالفه مع الرابطة الديموقراطية الكوسوفية مما ادى الى الدعوة الى هذه الانتخابات المبكرة.
وقال خبير العلوم السياسية لويك تريغوريس الخبير في قضايا البلقان ان هذه الخطوة تهدف ربما "الى الدعوة الى انتخابات مبكرة قبل ان تبدأ هذه المحكمة العمل".
والمرشحون الاوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات هم تحالف من "المحاربين" بقيادة الكوادر السابقة لجيش تحرير كوسوفو. ويضم هذا التحالف الحزب الديموقراطي لكوسوفو وحزبين آخرين صغيرين. وقد تمكن من الحصول على 45 بالمئة من الاصوات في انتخابات 2014.
وينتمي الى هذا التحالف رئيس الوزراء راموش هاراديناي الملقب ب "رامبو" والذي تريد صربيا محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وخلال ولايته اشترط على صربيا الاعتراف باستقلال كوسوفو لمواصلة الحوار، وهو امر لا يمكن تصوره.
ووضع المحاربون السابقون خلافاتهم جانبا والتفوا حول الرابطة الديموقراطية الكوسوفية ومرشحها عبد الله هوتي الذي يشغل منصب وزير المال في الحكومة الحالية ويدافع عن "برنامج موال لاوروبا بشكل واضح" ويعد "بحرب بلا هوادة ضد الفساد".
وهذه القضايا اساسية في بلد تبلغ نسبة البطالة فيه رسميا 27,5 بالمئة وواحد من كل اثنين من السكان البالغ عددهم 1,8 مليون نسمة لم يبلغ الثلاثين من العمر بعد.
وسينتخب صرب كوسوفو الذين يتراوح عددهم بين مئة و150 الف شخص، الاحد عشرة من ممثليهم في مجلس النواب الذي يضم 120 مقعدا في اجواء من الانقسام الداخلي الشديد بينهم والتشكيك في هيمنة حزب اللائحة الصربية المرتبط بشكل وثيق ببلغراد.