بين ليلة وضحاها، استيقظت قطر، على فاجعة قطع كل من مصر والسعودية والبحرين والإمارات واليمن إضافة إلى ليبيا علاقاتها الدبلوماسية معها بعد اتهامها بدعم الإرهاب والجماعات الإسلامية المتطرفة.
وفيما يلي نظرة عامة حول تناول وسائل الإعلام لهذه التطورات.
السعودية
قالت وكالة الأنباء السعودية في بيان إن المملكة اتخذت "قرارها الحاسم هذا نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة سراً وعلناً طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي والتحريض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة ومنها جماعة (الإخوان المسلمين) و(داعش) و(القاعدة) والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم".
وأعلنت وكالة الأنباء السعودية أن "حكومة المملكة العربية السعودية انطلاقاً من ممارسة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي، وحماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف، فإنها قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية"، لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي.
واكتفت العديد من المنصات الإخبارية السعودية بنشر التطورات الصادرة عن وكالات الأنباء الدولية والرسمية للمملكة العربية السعودية.
البحرين
عقب بيان المقاطعة الرسمي شديد اللهجة الذي أصدرته حكومة البحرين ونشرته وكالة الأنباء الرسمية، نشرت الوكالة بيانًا عن التحالف العربي في اليمن يعلن إنهاء مشاركة قطر ضمن قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وأضاف البيان أن قرار إنهاء مشاركة قطر جاء نتيجة دعمها للإرهاب والمنظمات الإرهابية، ومن بينها داعش وتنظيم القاعدة، والتعامل مع مليشيات الإنقلاب في اليمن، وهو ما يتناقض مع أهداف التحالف وهو محاربة الإرهاب.
وكانت البحرين قد أعلنت قطع علاقاتها مع قطر وقالت في بيان نشرته الوكالة الرسمية إن "مملكة البحرين تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر حفاظا على أمنها الوطني وسحب البعثة الدبلوماسية البحرينية من الدوحة وامهال جميع افراد البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد مع استكمال تطبيق الاجراءات اللازمة".
كما أغلقت البحرين الأجواء أمام حركة الطيران وإقفال الموانئ والمياه الاقليمية أمام الملاحة من وإلى قطر خلال 24 ساعة من إعلان البيان.
الإمارات
نشرت وكالة أنباء الإمارات بيان قطع العلاقات مع قطر الذي جاء نصه كالتالي “بناء على استمرار السلطات القطرية في سياستها التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة والتلاعب والتهرب من الالتزامات والاتفاقيات، فقد تقرر اتخاذ الاجراءات الضرورية لما فيه مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي عامة والشعب القطري الشقيق خاصة، وتأييدا للبيان الصادر عن مملكة البحرين الشقيقة والبيان الصادر عن المملكة العربية السعودية فإن دولة الإمارات العربية المتحدة قررت قطع العلاقات السياسية والتجارية مع دولة قطر”.
ونشر موقع 24 الإماراتي تقريرًا يوضح التبعات الاقتصادية المتوقعة على قطر بعد قرار المقاطعة الجماعية، ورجح التقرير تعليق الامتيازات التي كانت تتمتع بها الاستثمارات أو التمويلات وحركة الأموال القطرية في دول الخليج، أو الاستثمارات الخليجية في قطر، أو على الأقل مراجعتها بما يتلاءم مع المرحلة الجديدة، التي تجعل قطر خارج منظومة التعاون، وصولاً إلى ما أبعد من ذلك بكثير ربما، بإعادة النظر في مجلس التعاون لدول الخليج العربية نفسه.
إلى ذلك طرح موقع جلف نيوز عددًا من التساؤلات حول مصداقية قطر، واتهمها بعدم احترام اتفاقات 2014 المتفق عليها في الرياض، وقال الموقع إن قطر قد فشلت في تلبية التوقعات والالتزام بمعاهدات مجلس التعاون الخليجي.
مصر
نشرت العديد من الصحف المصرية البيان الذي نشرته وزارة الخارجية المصرية، والذي أشارت به إلى أن "الحكومة المصرية قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الاخوان الارهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم احكام قضائية في عمليات ارهابية استهدفت امن وسلامة مصر، فضلا عن اصرار قطر على التدخل في الشئون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الامن القومي العربي".
الكويت
وكالة الأنباء الكويتية الرسمية ذكرت أن أمير قطر مع وفد مرافق سيكون في "زيارة أخوية" إلى الكويت "يقدم فيها التهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك" لأمير الكويت.
هذا وتوجه إلى الكويت الأربعاء الماضي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث كان من المرتقب أن يجتمع مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في رحلة وضعتها وسائل الإعلام القطرية في إطار "الزيارات الأخوية في رمضان" وإن كانت التحليلات تشير إلى إمكانية أن يخيّم على اللقاء ملف العلاقات الخليجية بظل التصريحات المنسوبة إلى أمير قطر، والتي نفت الدوحة صحتها، مؤكدة تعرض وكالة أنبائها الرسمية للقرصنة.
الجدير بالذكر، أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أجرى اتصالا هاتفيا، مساء اليوم بتميم بن حمد آل ثاني، حيث دعا أمير الكويت، تميم إلى العمل على تهدئة الموقف وعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها التصعيد والعمل على إتاحة الفرصة للجهود الهادفة إلى احتواء التوتر.
وأكد أمير الكويت على العمل لدعم مسيرة التعاون الخليجي المشترك بما يخدم مصالح دول مجلس التعاون الخليجي في ظل ما يربطهم من علاقات تاريخية راسخة.
الأردن
تناولت العديد من الوسائل الصحفية الأردنية عنوانا مكررا لموقف الأردن من مقاطعة قطر، ألا وهو "الأردن ينأى بنفسه"، حيث نشرت الصحف المحلية والالكترونية تصريح الحكومة الأردنية، الذي أعربت من خلاله عن ثقتها بحكمة قادة الخليج في التغلب على أي خلافات بينهم، وذلك بعد إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر إضافة لليمن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
وتابعت" أن الأردن يتابع التطورات الأخيرة المرتبطة بالأشقاء بالخليج العربي، ويثق بحكمة قادة الخليج في التغلب على أي خلافات بينهم."
الموقف الغربي من مقاطعة قطر
أمريكا
قالت مجلة فوربس الأمريكية في تقرير لها الاثنين، بعد ساعات من قطع الدول العربية علاقتها مع قطر إن الولايات المتحدة ربما تقدم على خطوة مماثلة ولكن بعد دراسة.
وأضافت المجلة في تقريرها إن الخطوة العربية تبعث برسالة لباقي الشرق الأوسط والقادة المسلمين في كل مكان إنهم لا يستطيعون التسامح مع الإرهاب في بلادهم، وتساءلت المجلة عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتبع دول الخليج في قطع العلاقات مع قطر، مشيرة إلى أن القطريين معروفين بتقديم الدعم المالي للمنظمات التي تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية مثل حماس.
وقالت فوربس إن قطر لا تستطيع أن تخوض حربا مع السعودية لأنها تفتقر للأفراد العسكريين والعتاد لمواجهة قوة إقليمية، ناهيك عن عبور الصحراء. كما أن قطر لن تنضم لإيران في قتال جيرانها في الخليج لأنه لا يوجد فائدة لقطر أن تكون دولة وكيلة لطهران مثل اليمن سوريا، والأغلب أن قطر ستعبر عن غضبها لكنها ستجد طريقة تذعن بها لطلبات جيرانها في عدة أشهر، لذلك سيكون من الممكن استعادة العلاقات في نهاية المطاف.
واستهلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تعليقاتها على التطورات الأخيرة، بالتأكيد على أن قطر أصبحت معزولة بشكل تام بعد قرار الدول العربية بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وقالت في تقرير لها اليوم إن قطع العلاقات أدى إلى إلغاء رحلات طيران، وإغلاق موانئ وتأثيرات أخرى سريعة حول المنطقة.
من جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن التصعيد الدبلوماسي المتصاعد وغير المعتاد كشف التوترات المستمرة بين الدول الملكية في الخليج وتنافسهم على النفوذ الإقليمي، وجاء بعد أسابيع قليلة من لقاء ترمب مع القادة العرب والمسلمين ودعوته لجبهة موحدة ضد التطرف، وهي الزيارة التي قال المحللون إنها دعمت السعودية وأقرب حلفائها.
هولندا
ويرى الإعلام الهولندي أن مغازلة أمير قطر لإيران ووصفها بأنها قوة إسلامية لا يمكن تجاهله وأكدت انها ملاحظة سيئة من قبل أمير قطر في حق دولة تسيء لدول ذات اغلبية سنية.
وقد نقلت صحيفة فولكس كرانت قول المملكة العربية السعودية أن قطر تدعم نفس الميليشيات الشيعية كما تدعمها إيران، العدو اللدود لدول المنطقة وبالأخص ان الميليشيات مقاتلين نشطاء في كل من البحرين والمنطقة الشرقية من السعودية.
وقد جاءت الاتهامات الموجهة لقطر "بزعزعة الاستقرار في المنطقة"، من خلال دعم الإرهابيين وتعزيز العلاقات مع إيران ذات الأغلبية الشيعية. سبب محدد للخلاف.
تركيا
أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده مستعدة للمساعدة في تطبيع العلاقات الخليجية من جديد، مؤكدا أن استقرار منطقة الخليج هو استقرار لتركيا.
وجاء تصريح جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني في أنقرة، بعد قطع دول خليجية علاقاتها مع قطر اليوم الاثنين.
وقال الوزير التركي إن من الطبيعي أن تكون هناك مشاكل بين الدول، ولكن "الحوار هو المهم في جميع الظروف".
السويد
تناقلت وسائل الإعلام في السويد باهتمام ملحوظ، نبأ قيام خمسة دول عربية، هي السعودية والبحرين والإمارات واليمن ومصر، بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب “تدخلها في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب”، وذلك وفقاً لبيانات رسمية صادرة عن حكومات تلك البلدان.
وتصدر الخبر، صدر الصفحة الأولى في صحيفة “أفتونبلادت” الإلكترونية، التي أبرزت وبالخط العريض، قرار تلك الدول في وقف الطيران للرحلات من وإلى الدوحة.
كما تناول الأستديو التحليلي للصحيفة، مناقشة الأمر مع خبراء ومختصين، وذكر الراديو السويدي، أن قرار تلك الدول وقطعها العلاقات الدبلوماسية مع قطر، يشير الى أن الفجوة التي كانت موجودة بين الدول المجاورة لقطر، بدأت الآن بالتوسع بشكل سيء.
وقال التلفزيون السويدي، إن قطر متهمة بدعم الإرهاب، وباتت معزولة الآن من جيرانها، مشيراً الى أن قرار الدول العربية الخمس في مقاطعة قطر، يتعلق بخوفها من الإرهاب والتطرف.
ألمانيا
الاعلام الألماني نشر تحت عنوان أزمة غير مسبوقة ـ هل تصمد قطر أمام زلزال الشقيقة الكبرى؟
قول جان مارك ريكلي رئيس المخاطر العالمية والمرونة في مركز جنيف لسياسة الأمن "لدينا تحول في توازن القوى في الخليج الآن بسبب الرئاسة الجديدة: ترمب يعارض بقوة الإسلام السياسي وإيران".
ويضيف أنه منحاز تماماً لأبو ظبي والرياض اللتين لا تريدان أيضاً التوصل لحل وسط مع إيران أو الإسلام السياسي الذي ترعاه جماعة اِلإخوان المسلمين".
وجاء التبرير الرسمي السعودي لقطع العلاقات ليصب في هذا الاتجاه، إذ بررت الرياض خطوتها بـ "حماية أمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف".
كما اتهم الاعلام قطر بـ "احتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة منها جماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة"، وبدعم "نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران" في السعودية والبحرين.
الرد القطري
أعربت وزارة الخارجية في دولة قطر، في بيان لها عن بالغ أسفها واستغرابها الشديد لقرار كل من السعودية والإمارات والبحرين إغلاق حدودها ومجالها الجوي وقطع علاقاتها الدبلوماسية.
وقالت الخارجية القطرية إن هذه الإجراءات "غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة"، موضحة أن دولة قطر تعرضت لحملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة، "مما يدل على نوايا مبيتة للإضرار بالدولة"، على حد وصفها.
وأشار البيان الذي أوردته وكالة الأنباء القطرية الرسمية، إلى أن دولة قطر عضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بميثاقه، وتحترم سيادة الدول الأخرى ولا تتدخل في شئونها الداخلية كما تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف.