لا يزال الشارع الأردني منشغل بقضية شركتي "أوبر وكريم" لخدمات التاكسي، بعد سلسلة احتجاجات ومطالب ملاك التاكسي الأصفر لمنع ترخيصها وإيقافها فورا.
وتصاعدت القضية، بعد محاولة أحد سائقي التاكسي الأصفر الانتحار، احتجاجا على عمل "أوبر وكريم"، وعلى اعتبار أن هذه الخدمة خلقت جوا من المنافسة "غير العادلة" على حد تعبير المحتجين.
وأعلن سائقو وأصحاب التاكسي الأصفر نيتهم التجمع ظهر الخميس المقبل أمام رئاسة الوزراء، مهددين بإحراق سياراتهم بشكل جماعي للاحتجاج على خدمات هاتين الشركتين، بالرغم من أن معظم هؤلاء السائقين لا يملكون هذه السيارات ويعملون عليها بأسلوب الضمان لقاء 30 دينارا كحد أعلى في اليوم دون أن يتحمل المالك أية تكاليف بما في ذلك وقود السيارة والصيانة وأضرار الحوادث.
جهة مخالفة للقانون
واكد وزير النقل حسين الصعوب أن الشركات التي ستعمل وفق التطبيقات الذكية ستحمل الصفة العمومية بعد تسجيلها بشكل رسمي وتوقيعها عقد تشغيل مع هيئة تنظيم قطاع النقل.
إقرأ أيضاً: وزير النقل: التطبيقات الذكية تعزز تنافسية التاكسي الاصفر
وشدد الصعوب في تصريح صحافي على أن الوزارة لن تسمح للمركبات التي تحمل الصفة الخصوصي أن تعمل في هذا القطاع، وأي مركبة خصوصي تقوم بتحميل الركاب تعتبر مخالفة للقانون.
وأضاف الصعوب أن الوزارة معنية بالمحافظة على قطاع التكسي الأصفر وحقوقه ومكتسباته، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة أن على هذا القطاع يجب أن ينظم نفسه ويطور عمله لرفع سوية الخدمات المقدمة للمواطنين، وأن يكون هناك مراقبة مركزية من قبل الشركات على عمل التكسي وعدم ترك المواطن ينتظر لساعات طويلة في الشارع.
وبين الإلزامية التي يجب أن تقدمها الشركات الراغبة بالعمل ضمن خدمات التطبيقات الذكية سواء أكانت "أوبر أم كريم" أو غيرهما، بطلبات العمل في المملكة وذلك بعد اطلاعها على الشروط التي وضعتها الهيئة، وقيامها بموائمة أوضاعها مع الشروط المطلوبة.
ولفت الصعوب إلى أن الوزارة أمهلت شركات التطبيقات الذكية أسبوعين لتصويب أوضاعها، وإلا فإنها ستكون معرضة للمساءلة القانونية.
يذكر أن عدة احتجاجات نظمها سائقي التاكسي الأصفر لوقف عمل شركتي "أوبر وكريم" كونهما تعملان بشكل غير قانوني في المملكة، إلى جانب تأثيرهما السلبي على أصحاب وسائقي مركبات التاكسي الأصفر.
تباين آراء
بعد أن ارتفعت أسهم تطبيقات "أوبر وكريم" لدى المواطن الأردني، تراجعت ثقته بخدمة التاكسي الأصفر، وبدأ العديد بالتهافت لاستخدام بدائل التاكسي الأصفر، ووجد الناس ضالتهم في تطبيقي "أوبر وكريم" اللذان ساعدا بشكل كبير على تخفيف أعباء المواصلات وضغوط النقل العام.
إلا أن ذلك لم يمنع تباين الآراء حول احتجاجات سائقي مركبات التاكسي الأصفر، حيث تباينت آراء المواطنين كذلك بين مؤيد ومعارض.
ولا يقل سعر التاكسي الأصفر في الأردن، عن 60 إلى 70 ألف دينار، نتيجة تزايد الطلب عليها والملكية، وهو سبب كافٍ يهدد مستقبل السائقين والجانب الاستثماري في هذا القطاع الحيوي.
وأضاف الجانب المؤيد أن ارتفاع الكلف التشغيلية، والضمان اليومي للمركبة، إضافة إلى التحديات التي تحيط بعمل القطاع اليوم، جميعها عوامل تهدد ديمومة وجودة العمل خلال السنوات المقبلة كما أنها السبب الرئيسي للخسائر التي تلحق بقطاع سيارات التاكسي في المملكة.
ويرى الفريق الثاني، أن السائقين هم من أوصلوا المواطن الأردني إلى درجة عدم الثقة بهم، واليأس منهم، وساقوا قصصا كثيرة على ذلك، منها مزاجية السائقين باختيار المناطق التي يريدوا الذهاب إليها، لا تلك التي يريد المواطن أن يصل إليها، فضلا عن وجود الاستغلال، والمماطلة وغير ذلك.
وأوضحوا أن أصحاب التاكسي الأصفر يلتقطون ركابهم من الفتيات فقط، ويرفضون تشغيل العداد في الغالب، غير أنهم يقومون برواية قصصهم للركاب علاوة عن نظافة المركبة، وتحويل التاكسي إلى "سرفيس" يحمّل عدد من الفتيات إلى عدة وجهات.
وبينوا أن شركتي "أوبر وكريم" توفر حلولا كبيرة لهم، إذ السرعة والسهولة وسائق يمشي لوجهة الراكب فقط، دون التدخين وإرهاق الأذن بأغاني صاخبة وغيرها الكثير من الأسباب.
كما أن الخدمة توفر فرص عمل للعديد من الشباب الذين لم يتمكنوا من الحصول على وظيفة حتى اللحظة، إضافة إلى تحسين خدمة النقل، وخلق المنافسة بين القطاعين.
إحصائيات
تشير إحصائيات إلى أن شركتي "أوبر وكريم" تشغلان حوالي 3 آلاف سائق، يعملون بسياراتهم الشخصية شرط أن تكون سنة صنعها لا تقل عن 2010 كما تشترط عدم محكومية للسائق، علما بأن أسعار الخدمة تزيد على أسعار التاكسي الأصفر.
يذكر أن "أوبر وكريم" شركتان عالميتان، تخصصتا في تقديم خدمة التاكسي، عبر مبدأ "المشاركة في الركوب" عن طريق تطبيقات الهاتف النقال، بحيث يستطيع أي مواطن لديه سيارة بمواصفات فنية مكتملة العمل مع الشركتين المذكورتين، وتحميل الركاب، والذين بدورهم يستدعون السيارة بدون الحاجة للانتظار في الشارع.
ويتيح تطبيقا "أوبر وكريم" للراكب التعرف على معلومات السيارة والسائق قبل وصوله، بالإضافة إلى تتبع مكان التاكسي بشكل إلكتروني وفوري على الخريطة ومشاركة هذه المعلومات مع أي شخص آخر قد يرغب به الراكب.
ويبلغ عدد سيارات التاكسي في المملكة يبلغ حوالي 17 ألف مركبة، أغلبها أي 15 ألف تاكسي يعمل في محافظة العاصمة، والباقي موزعة في جميع أنحاء المملكة.
وكانت "أوبر" قد أطلقت خدماتها في العاصمة الأردنية عمان قبل سننين وحققت شعبية كبيرة بفضل تقديمها خدمة لائقة لدى سكان العاصمة.