أحبط حرس الحدود السعوديون هجوما بزورق مفخخ انطلق من جزيرة يمنية مستهدفا تفجير رصيف ومحطة توزيع منتجات بترولية تابعة لشركة "ارامكو" على الساحل الغربي للمملكة، حيث قاموا باعتراضه قبل بلوغه هدفه، وفقا لما أعلنته الاربعاء وزارة الداخلية.
وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية ان الحادث وقع الثلاثاء في المياه السعودية قبالة منطقة جازان القريبة من المناطق الحدودية الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين في اليمن.
وجاء في البيان "تمكن رجال حرس الحدود بمركز العاشق بقطاع الموسم بمنطقة جازان (...) من إحباط محاولة إرهابية لتفجير رصيف ومحطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو السعودية بجازان باستخدام زورق مفخخ".
وأضاف انه تم رصد الزورق "عند انطلاقه من إحدى الجزر الصغيرة بالمياه اليمنية، وتزايد سرعته عند دخوله إلى المياه السعودية (...) باتجاه رصيف ومحطة توزيع المنتجات البترولية".
وعند اعتراض الزورق من قبل دوريات حرس الحدود البحرية، اتضح "عدم وجود أشخاص على متنه وخضوعه للتحكم الآلي من بعد مما اقتضى التعامل معه بإطلاق النار على محركاته وتعطيلها قبل اقتراب الزورق من هدفه بمسافة ميل ونصف ميل بحري".
وتبين خلال عملية فحص الزورق أنه "بحالة تشريك كاملة بمواد شديدة الانفجار، حيث تم تأمين الموقع والتعامل معه في عرض البحر".
وتقود السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، منذ آذار/مارس 2015 تحالفا عسكريا عربيا في اليمن دعما لقوات الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي في مواجهة المتمردين الحوثيين الشيعة المتهمين من قبل الرياض بتلقي مساندة ايرانية.
وقتل أكثر من 140 عسكريا ومدنيا سعوديا منذ بدء التدخل في اليمن في مواجهات وضربات صاروخية وأعمال قصف وهجمات عبر الحدود. وأعلن التحالف في 19 نيسان/ابريل مقتل 12 جنديا سعوديا بينهم أربعة ضباط عندما سقطت المروحية التي كانت تقلهم في اليمن.
وفي نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، قتل بحاران سعوديان في هجوم اعتبر نادرا في البحر الاحمر شنه الحوثيون ضد فرقاطة سعودية اثناء دورية لها قبالة اليمن، في عملية رأى فيها التحالف العربي "تدهورا خطيرا" في النزاع المتواصل منذ اكثر عامين.
سبق ان أعلن المتمردون استهداف منشآت "ارامكو"، عملاقة النفط السعودي، بصواريخ، الا ان هجوم الثلاثاء هو الاول الذي يستخدم فيه الحوثيون قاربا يتم التحكم به عن بعد لمهاجمة محطة بترولية.
وفي بيانها الاربعاء، شددت وزارة الداخلية السعودية على ان قوات حرس الحدود "ستكون بالمرصاد لمثل هذه المحاولات الإرهابية، والذود عن حدود البلاد البرية والبحرية، وإحباط أي محاولات إرهابية قبل تمكنها من تحقيق أهدافها".
وجددت اتهامها "المليشيات الحوثية" بالعمل على "تهديد أمن الممرات المائية والمنشآت البحرية بالزوارق المفخخة والألغام البحرية".
وأدى التدخل السعودي في اليمن الى تصعيد النزاع في هذا البلد الفقير اذ قتل أكثر من 7700 شخص وأكثر من 40 ألف جريح، وفق الأمم المتحدة، منذ بدء ضربات التحالف العربي بقيادة الرياض.
وتسبب النزاع بتدهور كبير في أمن اليمن الغذائي. وبحسب الامم المتحدة فان ثلثي السكان تقريبا (حوالى 27 مليون نسمة) بحاجة ماسة الى مساعدات غذائية طارئة، بينما يعاني 17 مليونا من الجوع ما يجعل من هذا البلد "أكبر أزمة غذائية في العالم".
والثلاثاء، وعد المشاركون في اجتماع على مستوى رفيع المستوى حول الازمة الانسانية في اليمن بتقديم مساعدة انسانية للعام 2017 بقيمة 1,1 مليار دولار. والمؤتمر الاول للمانحين لليمن الذي نظم في مقر الامم المتحدة في جنيف بدعم من سويسرا والسويد، حقق "نجاحا كبيرا" كما قال الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش.
واطلقت الامم المتحدة وشركاؤها مطلع العام نداء لجمع 2,1 مليار دولار (1,9 مليار يورو) لتقديم مساعدات خلال هذا العام الى 12 مليون شخص في اليمن. قبل المؤتمر تم تمويل المبلغ ب15% فقط.
وقال غوتيريش امام الجهات المانحة "بالامكان تفادي المجاعة اذا تحركنا بسرعة". وفي ختام المؤتمر اكد ان الامم المتحدة باتت تطلب قبل كل شيء من الاطراف المتخاصمة ضمان وصول عمال الاغاثة الى كافة المناطق "دون عقبات".
ويعتمد اليمن بشكل أساسي على الواردات التي يصل قسم كبير منها عبر مرفأ الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين. ودعت الامم المتحدة التحالف العربي الى عدم استهداف المرفأ الاستراتيجي بعدما اتهم التحالف المتمردين باستخدامه لنقل السلاح وشن هجمات في البحر الاحمر.
إقرأ أيضاً: السعودية: تدمير زورق للميليشيات حاول الوصول لسواحل جازان..فيديو