أظهر تقرير منظمة مراسلون بلا حدود الذي أصدرته الأربعاء، ارتفاعا في عدد البلدان المهددة في حرية الصحافة والتي لم تكن قط مهددة على النحو الذي هي عليه اليوم.
وأوضحت المنظمة المساوئ والويلات التي تؤدي إلى تقليص حرية الإعلام في مختلف أنحاء العالم، حيث صنفتهم بعدة قوائم منها "خطير للغاية" في 72 دولة (من أصل 180 شملها إحصاء المنظمة) من بينها الصين وروسيا والهند وكل دول الشرق الأوسط تقريبا وآسيا الوسطى وأميركا الوسطى وثلثي دول أفريقيا.
وتراجع ترتيب الأردن على مؤشرات وتصنيف منظمة "مراسلون بلا حدود" ثلاث درجات في العام 2016 عنه في العام 2015، حيث احتلت المملكة التصنيف 138.
وقالت المنظمة إن وسائل الإعلام الأردنية تحرص على مراعاة القيود التي تضعها السلطات الرسمية، مشيرة إلى أن الصحفيين يخضعون لمراقبة وثيقة من الأجهزة الأمنية وتخضعهم لرقابة نقابة الصحفيين.
ووصفت المنظمة نقابة الصحفيين بأنها تحت سيطرة الأجهزة الرسمية.
وهناك خمسون دولة فقط تتمتع فيها الصحافة بالحرية وهي أميركا الشمالية إضافة إلى دول في أوروبا وأستراليا وجنوب أفريقيا، بحسب التقرير.
وأبدت المنظمة قلقها من حصول "تحول كبير" في وضع حرية الصحافة "خاصة في الديمقراطيات العتيدة".
وأشارت المنظمة إلى أن هذه بداية عصر جديد تطغى عليه مظاهر التضليل والأخبار الزائفة، ونموذج الرجل القوي والاستبدادي، بما يتمثل مع وصول دونالد ترمب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة ثم حملة انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، والذي شكل أرضية خصبة لدعاة تقريع وسائل الإعلام والمحرضين على الخطاب العنيف المعادي للصحفيين.
وتابعت أن "هاجس المراقبة وعدم احترام سرية المصادر أمر يساهم في تراجع العديد من البلدان التي كانت حتى عهد قريب تُعتبر نموذجاً للحكم الرشيد، ومن أبرزها الولايات المتحدة (المرتبة 43، تراجع مرتبتين) وبريطانيا (40، -2 ) وتشيلي (33، -2) ونيوزيلندا (13 المرتبة، -8).
وقالت أن تركيا تراجعت أربع مراتب إلى 155 بعدما "دفع فشل المحاولة الانقلابية ضد الرئيس رجب طيب أردوغان بالبلاد نحو هاوية نظام استبدادي، علماً أنها أصبحت بمثابة أكبر سجن للإعلاميين على الصعيد العالمي".
وأما روسيا برئاسة فلاديمير بوتين فحلت في المرتبة 148، ما يعني أنها لا تزال "تراوح مكانها في أسفل الترتيب".
وسجلت الفيليبين (127) تحسنا بـ11 مرتبة بفضل تراجع عدد الصحفيين الذين قتلوا في العام 2016. ولكن "الوضع الحالي يُنذر بالأسوأ في ظل الشتائم والتهديدات التي يوجهها الرئيس رودريغو دوترتي إلى الصحافة بشكل مباشر وعلني".
وقال الأمين العام للمنظمة كريستوف دولوار إن "هذا التحول الذي تشهده الديموقراطيات يقض مضجع كل من يعتقد بأن قيام حرية الصحافة على أساس متين هو السبيل الوحيد لضمان سائر الحريات الأخرى".
وأضافت المنظمة أن مصر والبحرين انضمتا إلى "قائمة سجون الصحفيين" التي تشمل أيضا تركمانستان (178) وسورية (177) اللتين اعتبرتهما "أكثر دول عالم فتكاً بحياة الصحفيين". كما يتعرض الصحفيون لتهديدات في أوزبكستان وأذربيجان وفيتنام ولاوس وكوبا والسودان وغينيا الاستوائية.
ونددت المنظمة بالوضع في العديد من دول الشرق الأوسط مثل إيران (165) التي "تعتقل عشرات الصحفيين بشكل تعسفي" أو تفرض عقوبة الجلد المطبقة أيضا في السعودية (168)، حيث لفتت إلى المدون رائف بدوي الذي حكم عليه بالسجن عشر سنوات.
أما فرنسا، فارتقت من المرتبة 45 (في 2016) إلى 39 ولكنه "ارتفاع ميكانيكي بالأساس بعد التقهقر القياسي الذي سجلته البلاد في نسخة العام 2015 عقب مجزرة شارلي إيبدو".
إقرأ أيضاً: 10 صحفيين أوقفوا عام 2015 بدافع "منع الإرهاب" و"الجرائم الإلكترونية"
وسجلت ست دول من أصل عشر تدهورا شديدا في وضع الصحافة.