واصلت قوات سوريا الديموقراطية تقدمها غرب مدينة الرقة الاثنين غداة تمكنها من السيطرة على مطار الطبقة العسكري، مما يقربها اكثر من تحقيق هدفها الرامي الى إطباق الحصار على الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
دبلوماسيا تواصلت في جنيف المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة والرامية لتسوية النزاع المستمر منذ ستة اعوام ونيف والتي سجّلت "تقدما نسبيا" بحسب مسؤول معارض اكد مجددا على الموقف السابق للمعارضة برفض اي دور للرئيس بشار الاسد في المرحلة الانتقالية.
وتتركز الانظار ميدانيا على مدينة الطبقة وسد الفرات المجاور لها والذي عُلّق القتال فيه مؤقتا للسماح للفنيين بدخوله واتمام اعمال الصيانة فيه غداة خروجه عن الخدمة.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو لفرانس برس ان هذه القوات ستواصل تقدمها في محيط سد الفرات باتجاه مدينة الطبقة قبل اكمال طريقها بهدف "اتمام حصار مدينة الرقة".
إقرأ أيضاً: المعارضة السورية تنفي قبولها الأسد بهيئة الحكم الانتقالي
وأفاد صحافي في وكالة فرانس برس في المكان ان قوات سوريا الديموقراطية تمكنت الاثنين من دخول مجمع السد عبر مدخله الشمالي، الا ان السد بحد ذاته لا يزال تحت سيطرة التنظيم الجهادي.
وشاهد المراسل على الطريق المؤدية الى مجمع السد هياكل سيارات متفحمة وصناديق ذخيرة فارغة ودبابتين مقلوبتين رأسا على عقب، اضافة الى العديد من الجثث الطافية في مياه قناة والتي يعتقد انها جثث لجهاديين.
وباتت قوات سوريا الديموقراطية حاليا على بعد 26 كلم شمال الرقة و18 كلم شرقها و29 كلم غربها. واقرب نقطة لهذه القوات من المدينة هي ثمانية كلم في شمال شرق المدينة.
وفي إطار العملية الجارية في ريف الرقة الغربي، سيطرت قوات سوريا الديموقراطية مساء الاحد على مطار الطبقة العسكري الذي شهد خلال استيلاء الجهاديين عليه في صيف 2014 عملية اعدام كبيرة طالت حوالى 200 جندي سوري.
واكد سلو ان قوات سوريا الديموقراطية "ستبدأ بعمليات تأهيل المطار فور الانتهاء من ازالة الالغام" التي خلفها الجهاديون، مشيرا الى ان الاضرار الكبيرة فيه لحقت بالمهبط الرئيسي.
وتتركز الاشتباكات حاليا في المنطقة الواقعة بين المطار والطبقة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
- تعليق القتال -
وبدأت قوات سوريا الديموقراطية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عملية عسكرية واسعة لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من الرقة بدعم من التحالف الدولي.
وتمكنت من احراز تقدم نحو المدينة وقطعت كافة طرق الامداد الرئيسية للجهاديين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية.
وباتت تسيطر حاليا على 65 في المئة من محافظة الرقة، استعادت 40 في المئة منها في تلك العملية العسكرية، بحسب المرصد.
ولم يبق أمام الجهاديين سوى ريف المحافظة الجنوبي وغالبيته منطقة صحراوية. كما لا يمكنهم الفرار جنوبا الا عبر قطع نهر الفرات بالزوارق من مدينة الرقة التي تقع على ضفته الشمالية.
وتدور اشتباكات مستمرة منذ يومين خارج المدخل الشمالي الشرقي لسد الفرات، الذي توقف الاحد عن العمل نتيجة خروج المحطة الكهربائية التي تشغله عن الخدمة، وفق ما قال مصدر فني داخله لفرانس برس، ما يهدد بارتفاع منسوب المياه فيه.
واثر هذه التطورات، اعلنت قوات سوريا الديموقراطية الاثنين في بيان تعليق القتال قرب سد الفرات لاربع ساعات "من اجل ان يتمكن فريق المهندسين من الدخول الى السد والقيام بعملهم".
وكانت قوات سوريا الديموقراطية اكدت توخيها الحذر خلال معركة السد، نافية استهدافه باي غارات من قبل التحالف الدولي بعدما حذر تنظيم الدولة الاسلامية عبر وكالة "اعماق" التابعة له من انه مهدد بالانهيار نتيجة الغارات وارتفاع منسوب المياه.
وفي تغريدة على تويتر أرفقها بصور جوية لسد الفرات، أكد التحالف الدولي اتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية اللازمة لضمان سلامته.
- إجلاء الوعر -
وعلى جبهة اخرى في سوريا، اعلن المتحدث العسكري باسم حركة احرار الشام عمر خطاب لفرانس برس "اسقاط مروحية روسية" في منطقة واقعة تحت سيطرة قوات النظام في محافظة اللاذقية (شمال غرب).
واكد المرصد السوري بدوره "اصابة مروحية وهبوطها في منطقة تحت سيطرة قوات النظام".
وفي وسط سوريا، استؤنفت الاحد عملية خروج المقاتلين وعائلاتهم من حي الوعر، آخر معقل للفصائل المعارضة في مدينة حمص تنفيذا لاتفاق ترعاه روسيا، من شأن اتمامه على مراحل ان يسمح للجيش السوري بالسيطرة على كامل المدينة.
وذكر محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس برس مساء الاثنين ان عملية خروج الدفعة الثانية من المسلحين "على وشك الانتهاء" مشيرا الى انه بذلك يكون عدد الذين خرجوا نحو 1900 شخص بينهم 670 مسلحا، لافتا الى ان العملية تمت بسلاسة دون اي مشاكل.
وكانت الدفعة الاولى من 1500 شخص خرجت من الحي في 18 آذار/مارس مع بدء تنفيذ الاتفاق.
- استمرار مفاوضات جنيف-
في جنيف، تواصلت الاثنين المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السوريتين تزامنا مع توجه المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الى عمان لاطلاع المشاركين في القمة العربية على الجهود المبذولة لتسوية النزاع السوري.
والتقى مساعد دي ميستورا، رمزي عز الدين رمزي، ظهر الاثنين الوفد الحكومي السوري الذي غادر من دون الادلاء بأي تصريح. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان الجلسة تطرقت الى "سلة الدستور" وسلم الوفد رمزي "ورقة مبادىء أساسية للبدء بشكل صحيح في أي حوار حول العملية الدستورية.. على أن يعرضها على الأطراف الاخرى لإقرارها".
وكان دي ميستورا سلم طرفي النزاع ورقة حول السلال الاربع التي يتضمنها جدول الاعمال، وهي الحكم والانتخابات والدستور ومكافحة الارهاب. وتتضمن الورقة نقاطاً تفصيلية تتعلق بكل عنوان من العناوين الاربعة.
وشكلت هذه الورقة محور اجتماع وفد الهيئة العليا للمفاوضات مع رمزي الاثنين. وقال مصدر في الهيئة العليا للمفاوضات ان الوفد تسلم هذه الورقة الاحد وسيبدأ اعداد ردود حول كل سلة، بناء على طلب من دي ميستورا.
وقال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري للصحافيين بعد لقاء رمزي "كانت هناك نقاشات مستمرة بموضوع الانتقال السياسي والاجراءات الدستورية الناظمة لمرحلة الانتقال السياسي" مضيفاً "بالفعل وصلنا الى مرحلة متقدمة نسبيا واول مرة يتم فيها مناقشة بالعمق بهذا القدر".
وكرر أنه "لا يمكن ان نقبل بأي دور لبشار الاسد ورموزه واركان نظامه منذ بداية المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا".
وردا على سؤال حول وجود لقاء في جنيف مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في اليومين المقبلين، اجاب الحريري "اللقاء موجود وسنسعى لاستثماره بما يخدم الشعب السوري ويدفع بالعملية السياسية".
ومن جانب، آخر قدم دي ميستورا شرحا لوزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة استعدادا للقمة الاربعاء، حول مفاوضات جنيف، بحسب مصادر دبلوماسية عربية.
كما ألتقى دي ميستورا على انفراد بأمين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط.