رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الثلاثاء، في موقع الصرح التذكاري لشهداء معركة الكرامة، الاحتفال الذي أقامته القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لمعركة الكرامة الخالدة، التي جسدت بمعاني انتصارها ميلاد فجر أردني جديد، عنوانه المجد والظفر ليظل الوطن مصاناً وآمناً ومستقراً بعزيمة نشامى الجيش العربي المرابطين على حدوده، أحفاد من صنعوا النصر في معركة الكرامة.
ولدى وصول جلالة القائد الأعلى، موقع الاحتفال، أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته.
واستعرض جلالته، بحضور رئيس الوزراء وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، ووضع إكليلاً من الزهور على الصرح التذكاري لشهداء معركة الكرامة.
وكان في استقبال جلالته عدد من أصحاب السمو الأمراء، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس مجلس النواب بالإنابة، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس المحكمة الدستورية، ومدير مكتب جلالة الملك، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، ورؤساء الأركان السابقون ومدراء الأجهزة الأمنية، ومدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وكبار ضباط القوات المسلحة.
وفي دعاء مفتي القوات المسلحة العميد الدكتور ماجد الدراوشة لشهداء الجيش العربي، وشهداء معركة الكرامة، قال: اللهم أكرم شهداء الكرامة الأخيار، اللهم يمن كتابهم وسهل حسابهم وأحلل عليهم الرضى والرضوان، وعظيم المغفرة والإحسان مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وقرأ جلالته والحضور الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة، في حين عزف الصداحون لحن الرجوع الأخير.
واستعرض جلالة القائد الأعلى أسماء الشهداء وصورهم، وأعلام التشكيلات والوحدات التي شاركت في معركة الكرامة.
وأمّ الصرح التذكاري لشهداء معركة الكرامة وفود رسمية وأهلية، ووفود من الجامعات والمدارس حيث وضعوا أكاليل الزهور على الصرح، وقرأوا الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة.
اليوم وبعد تسعة وأربعين عاماً من النصر والعطاء والشهادة نستذكر قائد المعركة جلالة المغفور له، بإذن الله، الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، الذي أدار المعركة بنفسه وتابعها لحظة بلحظة حتى تحقق النصر الذي سطره شهداء الكرامة ومصابوها وأبطالها، نقف في ذكرى الكرامة، التي غيرت مسار التاريخ وأعادت للأمة كرامتها وعزتها وعنفوانها، نتطلع إلى رايات الكتائب والتشكيلات التي خاضت غمارها، وأوسمة الشرف التي زينت مصابيها، ونزهو فرحاً بإنجازات الوطن وتطور القوات المسلحة، وتعدد أدوارها ومساهماتها على المستويات كافة.
ستظل معركة الكرامة الخالدة بتضحياتها وبطولاتها، صفحة من صفحات الكبرياء الأردني ورمزاً من رموز التضحية والفداء ومفصلاً مهماً في تاريخ الوطن والأمة، وأن احتفالنا بمعركة الكرامة هو جزء من تاريخنا العسكري الذي نفخر ونعتز به في ظل الراية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، واليوم يؤكد أحفاد أبطال الكرامة التفافهم حول الراية الهاشمية وإصرارهم على المضي قدماً في سبيل بناء الوطن ورفعته وحماية مكتسباته والذود عن حماه بالغالي والنفيس.