استطاع علماء ألمان من تطوير روبوتات تستطيع الطبخ وإعداد مائدة الطعام، بالاضافة الى قدرتها على التعلم من أخطائها وتصحيحها عبر خاصية التعلم الذاتي وذلك بشكل يشبه ما يتعلمه ويفعله الطفل الصغير.
وليس ذلك سوى إحدى القدرات التي يتعلمها الروبوت "بوكسي" و الروبوت "بيبر" والروبوت "بي ار 2" بالإضافة إلى إعداد مائدة الطعام أو عمل فوشار على سبيل المثال، إنها واجبات يومية ينبغي على هذه الآلات إجادتها.
إقرأ أيضاً: روبوت يقدم المساعدة القانونية للاجئين مجانا عبر فيس بوك ماسنجر
تم حتى الآن برمجة مسار هذه الحركات خطوة خطوة، ويعكف باحثون من أنحاء مختلفة من العالم في الوقت الحالي على تلقين الآلات خاصية التعلم الذاتي". يتم حاليا في مدينة بريمن الألمانية تغذية هذه الآلات ذاتية الحركة بإرشادات من الإنترنت في إطار برنامج "روبو هاو" الممول من الاتحاد الأوروبي". كما يعمل فريق الباحثين تحت إشراف ميشائيل بيتس بالواقع الافتراضي حيث يقلد الباحثون مسارات حركية باستخدام نظارة الواقع الافتراضي، ثم يتم تحويل هذه البيانات إلى بيانات قابلة للقراءة من قبل الروبوت.
ويهدف هذا المشروع لتعليم الآلات التعامل بالشكل المطلوب للوصول لنتيجة معينة وليس بالشكل الحرفي حسبما كان يتم حتى الآن. يعلم مدير المختبر أليكسيس مالدونادو، ما يمكن أن يحدث من عواقب إذا اتبع الروبوت الإرشادات بشكل جامد "فلقد تسببت الآلات الأولى التي عملت معها في البداية في إحداث ثقوب في المائدة.. ولكن ذلك لا يحدث مع الآلات التي طورت بعد ذلك.. حيث إن الروبوت "بوكسي" مزود بحساسات لتحديد لحظة الاستدارة تسمح بتحديد الطاقة المطلوبة للوصول إلى الهدف بدقة و دون زيادة.
تعود تسمية الروبوت "بوكسي" أي (صندوقي) للشكل الصندوقي الذي تظهر به هذه الآلة وتشترك فيه مع الروبوت "بيبر" المتخصص في التسلية والروبوت (بي.أر 2) الذي صنعت منه نسخة أم بالفعل ويبدوان متثاقلين بعض الشيء. ولكن الروبوت "بوكسي" من صنع باحثي معهد الذكاء الصناعي في بريمن وذلك خلافا للآلتين الأخريين حيث طوره أليكسيس مالدونادو بنفسه خلال عامين.
يحتاج الروبوت من أجل التعرف على المشاكل ومعالجتها أن يتعلم من أخطائه وأن يحقق نجاحا من خلال هذا التعلم وذلك بشكل يشبه ما يفعله الطفل حسبما أوضح بيتس. ولكن الروبوت، وخلافا للإنسان الذي يتصرف بشكل غريزي، يحتاج أولا للإجابة على قائمة مطولة من الأسئلة قبل أن يستطيع تحقيق نتيجة ناجحة. من هذه الأسئلة: "أين كنت تقف؟" و "ما هي الأشياء التي رأيتها؟" و"ماذا فعلت بعد ذلك؟"، بالإضافة إلى الكثير من الأسئلة المشابهة التي يوجهها باحثو المعهد لهذه الآلات التي يلقنونها الحركة التلقائية.