دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، مؤسسات الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية التي تدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى معاقبة هولندا إثر فضيحتها الدبلوماسية بحق وزيرين تركيين.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان، في ولاية قوجه إيلي شمال غربي البلاد، بمناسبة افتتاح عدد من المشاريع التنموية.
وشدد الرئيس التركي على أن ممارسات هولندا تشبه ممارسات الإدارات الفاشية التي لا تتقبلها القوانين الديمقراطية الدولية، وتتعارض مع قيم الاتحاد الأوروبي.
وأشار في هذا الإطار إلى عدم سماح السلطات الهولندية، أمس السبت، للقنصل التركي في مدينة روتردام بالخروج لاستقبال وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية فاطمة بتول صيان قايا، فضلاً عن منع الأخيرة من دخول مبنى القنصلية.
ولفت إلى أن أوروبا وقعت أسيرة بين براثن مرض معاداة الأتراك والإسلام، مبينًا أن الأحزاب العنصرية وخطاباتهم المتطرفة تهدد مستقبل أوروبا.
وأشار إلى ان نحو 6.5 ملايين تركي يعيشون في عموم القارة العجوز، مؤكدًا أن الأتراك القاطنين في أوروبا مصمون على بناء مستقبلهم فيها.
كما دعا أردوغان الأصدقاء الأوروبيين إلى دحض العنصرية ومعادة الإسلام، والعمل على إنشاء أرضية يمكن من خلالها مناقشة المستقبل المشترك.
وفي السياق ذاته، أكد أردوغان أن السفارات والقنصليات تعد أرضاً للدولة التي تتبع لها وفق القانون الدولي، مضيفاً: "بالتالي فإن سفارتنا وقنصليتنا في هولندا هي أرضنا".
ودعا هولندا إلى تعلّم القانون الدولي والديمقراطية.
أردوغان بيّن أن "هولندا العضو في الاتحاد الأوروبي تصرفت كجمهورية موز وليس دولة قانون".
وأضاف أن الممارسات الأخيرة أظهرت للجميع بعد المسافة التي تفصل بين دول كانت تلقي خطابات لتركيا عن حقوق الإنسان والقانون والديمقراطية، عن هذه القيم.
ولفت إلى أن المسؤولين الأتراك يتعرضون لمممارسات ممثلة في جميع الدول الأوروبية تقريبًا على رأسها ألمانيا.
وأردف "رئيس الوزراء الهولندي يقول إنه يرغب بتحسين العلاقات مع تركيا (...) قف قليلاً أي شيئ سوف تحسنه ؟ أنت لم تدفع الثمن بعد".
إقرأ أيضاً: رئيس وزراء هولندا يرفض الاعتذار لتركيا
وأمس السبت، سحبت هولندا تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على أراضيها، ورفضت دخول وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية التركية فاطمة بتول صيان قايا إلى مقر قنصلية بلادها في مدينة روتردام، لعقد لقاءات مع الجالية ودبلوماسيين أتراك، ثم أبعدتها إلى ألمانيا في وقت لاحق.
تلك التصرفات التي تنتهك الأعراف الدبلوماسية وُصفت بـ"الفضيحة"، ولاقت إدانات من تركيا التي طلبت من سفير أمستردام، الذي يقضي إجازة خارج البلاد، ألا يعود إلى مهامه لبعض الوقت، فضلاً عن موجة استنكارات واسعة من قبل سياسيين ومفكرين ومثقفين ومسؤولين من دول عربية وإسلامية.