سرطان الثدي...مرض تكمن هزيمته في شجاعة النساء

صحة
نشر: 2017-03-05 10:31 آخر تحديث: 2017-12-26 13:45
تعبيرية
تعبيرية

لم تتوقع فاطمة (إسم مستعار) والتي ذهبت لإجراء فحص دوري للثدي بعد مرور ثلاث سنوات عن آخر فحص، بأنها ستمر بتجربة تخشى معظم النساء من حدوثها، وهي الإنتظار لمعرفة نتائج فحص عينة تم أخذها من ورم صغير تم رصده بعد إجراء صور الماموغرام.

تقول الطبيبة المشرفة على حالتها، بأن النساء يخفن عند الطلب منهن إجراء المزيد من الفحوصات عند وجود شك خلال الفحص اليدوي، وفي الغالب لا يعدن ولا يراجعن تحت وطأة الخوف والرعب الذي ينتابهن. إلا أن فاطمة أظهرت صلابة وقوة لا مثيل لها، وشجاعة سلحتها تأكيدات بأن نسب الشفاء من سرطان الثدي مرتفعة جداً في حال إكتشافه المبكر.


إقرأ أيضاً: التمارين الرياضية تزيد فرص التعافي من سرطان الثدي


وخلال فترة إنتظار نتائج الفحص التي إستمرت 48 ساعة، لم ترغب فاطمة إشاعة الخبر بين أولادها أو أقاربها، وإنما إكتفت بمساندة ودعم زوجها وأمها وأختها، ومارست حياتها كالمعتاد، ونجحت في التغلب مرات كثيرة على الخوف والقلق، إلا أنها في ذت الوقت راودتها أفكار لإعادة ترتيب أولوياتها في ظل إحتمال ظهور المرض الخبيث.

الجميع في إنتظار النتائج، إبتداءاً من الطبيبة المشرفة وطاقم العمل لديها، وإنتهاءاً بفاطمة ومن حولها ممن عرفوا بذلك، وأصبحت الثواني كساعات والساعات كأيام، الى أن إرتسمت الفرحة على صوت الطبيبة وهي تخبر فاطمة عبر الهاتف قائلة "الحمدلله أمورك ممتازة ولا يوجد ما يثير الخوف...إطمئني ولكن عليك إجراء الفحص بشكل سنوي ليس بسبب ما مررت به ولكن كونك فوق الـ 40 عاماً".

حينها، وفقط حينها أدركت فاطمة بأن العناية بصحتها ليس من أجلها وحدها، وإنما من أجل عائلتها أيضاً، وأخبرت أولادها حين إطمئنت بأن الصجة الجيدة هي أغلى ما يملك الإنسان له ولمن حوله...ودعت جميع النساء وبمناسبة اليوم العالمي للسرطان الى الفحص الدوري لسرطان الثدي، فأن تعرف المرأة مبكراً أفضل بكثير من أن تعرف في وقت متأخر، وأن الخوف لن ينقذ حياتها بل الشجاعة في إجراء الفحص هي من تنقذها من هذا المرض الخبيث.

هذا ويحتفل العالم في الرابع من شهر شباط / فبراير من كل عام باليوم العالمي للسرطان ، وهو مبادرة من الإتحاد الدولي لمكافحة السرطان الذي تأسس عام (1933) في جنيف ، ويضم في عضويته المتنامية (765) منظمة من (155) دولة حول العالم ، وهو عضو مؤسس لتحالف (NCD) وهي شبكة عالمية للمجتمع المدني تضم حوالي (3000) منظمة من (170) دولة.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن شعار الإحتفال هذا العام تحت شعار "نحن نستطيع. أنا أستطيع"، ويأمل اليوم العالمي للسرطان 2016-2018 إستكشاف سبل جديدة للجميع (جماعة أو أفراد) للحد من العبء العالمي للسرطان.

ومن المتوقع أن يتواصل إرتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي ليصل الى 13.1 مليون وفاة في عام 2030.

هذا وقد أكد تقرير السجل الوطني للسرطان حول "وبائية السرطان لعام 2013" – وهو آخر تقرير منشور- أن عدد الإصابات بمرض السرطان لعام 2013 بلغت 8744 حالة منها 5416 حالة بين الأردنيين والأردنيات و 3328 حالة لعرب وأجانب، وبلغت نسبة الأردنيات المصابات بالمرض 2852 امرأة شكلن ما نسبته 52.7% من مجموع الإصابات بين الأردنيين.

وتضيف "تضامن" الى أن أكثر أنواع السرطانات إنتشاراً بين الإناث هي سرطان الثدي (1040 حالة وبنسبة 36.5%) وسرطان القولون والمستقيم (268 حالة وبنسبة 9.4%) وسرطان الغدد الدرقية (175 حالة وبنسبة 6.1%) وسرطان الرحم (152 حالة وبنسبة 5.3%) وسرطان الليوكيميا (134 حالة وبنسبة 4.7%). فيما كان كان سرطان القولون والمستقيم الأكثر إنتشاراً بين الذكور (325 حالة وبنسبة 12.7%) تلاه سرطان الرئة (283 حالة وبنسبة 11%)، ثم سرطان المثانة (214 حالة وبنسبة 8.3%)، وسرطان البروستات (197 حالة وبنسبة 6.6%).

بينما كانت أكثر أنواع السرطان إنتشاراً بين الأطفال (15 عاماً فأقل) سرطان الدم وبنسبة 32.9%، وسرطان الدماغ والأعصاب (17.9%)، وسرطانات الليمفاوية (11.1%)، وسرطان العظم (7.9%)، وسرطان الكلى (7.5%).
ويتوزيع الحالات على المحافظات، فإننا نجد محافظة العاصمة الأعلى من حيث إنتشار المرض وبنسبة 61.9% من الحالات، فيما كانت محافظة الطفيلة الأقل بين المحافظات وبنسبة 0.7%.

أخبار ذات صلة

newsletter