اكد وزير التخطيط والتعاون الدولي عماد الفاخوري أهمية ان يبني مؤتمر بروكسل المرتقب في ربيع العام الحالي، والمخصص لبحث تداعيات الازمة السورية، على الإنجازات التي تحققت في مؤتمر لندن للمانحين، وتحديد الاحتياجات التي تتطلب دعما إضافيا.
جاء ذلك خلال لقاء جمع، الاثنين، الوزير الفاخوري بنائب الأمين العام للشؤون السياسية ورئيس الشؤون السياسية لدى هيئة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي جون كريستوف بيليارد، بحث خلاله الجانبان مؤتمر بروكسل الذي يستضيفه الاتحاد الأوروبي خلال ربيع العام الحالي لبحث تداعيات الازمة السورية.
وبهذا الخصوص، أكد الوزير فاخوري أهمية ان يبني مؤتمر بروكسل على الإنجازات التي تحققت منذ مؤتمر لندن 2016، وتقدير أثر الدعم المقدم من الجهات المانحة في تحسين الخدمات التي تستهدف المجتمعات المستضيفة، مع تحديد الاحتياجات والفجوات التي تتطلب دعما إضافيا في الفترة المقبلة.
كما اكد أهمية الجهود التي بُذلت في تمكين الأردن من الحصول على مساعدات مالية على المستوى الكلي للمساهمة في دعم الخزينة وسد جانب من الفجوة التمويلية والتغلب على التحديات الاقتصادية.
وطالب الفاخوري الاتحاد الأوروبي بدعم جهود الأردن في الحصول على المزيد من المنح لدعم الموازنة والمشاريع ذات الأولوية من خلال الدورة القادمة لمساعدات الاتحاد الأوروبي للأردن للفترة 2017-2020.
وأطلع الوزير الفاخوري المسؤول الاوروبي على التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الأردن جراء الأزمة السورية واللجوء السوري، مؤكداً أهمية استمرار دعم المجتمع الدولي للأردن بتقديم المنح لدعم الموازنة وتنفيذ مشاريع تعزيز المنعة للمجتمعات المستضيفة بموجب خطة الاستجابة الأردنية 2017-2019.
كما أكد الفاخوري أهمية توفير التمويل الميسر لمساعدة الحكومة في تغطية الفجوة التمويلية للموازنة، تنفيذاً لالتزامات المجتمع الدولي بدعم الإطار الشمولي/العقد مع الأردن للتعامل مع تبعات الازمة السورية حسب مؤتمر لندن حول دعم سوريا والمنطقة.
وقال إن الأردن وصل إلى الحد الأقصى لقدرته على تحمل أعباء استضافة اللاجئين السوريين، حاثاً الجانب الأوروبي على استمرار دعم الأردن وزيادة مستويات هذا الدعم التنموي في الفترة المقبلة لتمكين المملكة من الاستمرار بتقديم الخدمات للاجئين والمجتمعات الأردنية المستضيفة لتعزيز واستدامة منعة الأردن.
وبين وزير التخطيط والتعاون الدولي أن الأردن، وبرغم كل التحديات الاقتصادية، ملتزم بواجبه الانساني بحماية وخدمة كل من يتواجد على أراضي المملكة وفي حماية ومساعدة اللاجئين الفارين الى الأردن طلبا للأمن "وهو يقوم بهذا الدور نيابة عن المجتمع الدولي".
وقال الوزير الفاخوري ان الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، انتهج أسلوباً جاداً في المضي بالإصلاحات، وفي التطوير الشامل النابع من الداخل والقائم على المواطنة الفاعلة والانفتاح والاعتدال والاحترام والحوار وتمكين المواطنين، خاصة النساء والشباب.
وعبر عن عمق العلاقة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، التي توجت بالتوصل إلى وثيقة أولويات الشراكة والعقد مع الأردن للفترة 2016- 2018، وبموجبها اصبح الأردن أول دولة من بين دول الشراكة والجوار مع الاتحاد الأوروبي التي تتوصل إلى مثل هذا الاتفاق الذي يجسد الأهداف المشتركة لسياسة الجوار الأوروبية نحو منطقة مشتركة من السلام والازدهار والاستقرار.
وأشاد بالمساعدات التي وفرها الاتحاد الأوروبي للأردن، بما فيها المساعدات الإضافية، ودورها في تمكين الأردن من تحمل تبعات استضافة اللاجئين السوريين وتلبية احتياجات المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين بحسب خطة الاستجابة الأردنية.
ووصف الاتحاد الأوروبي بأنه شريك مهم للأردن ويعد من الجهات المانحة الرئيسة للمملكة في العملية الاصلاحية والتنموية.
وعبر وزير التخطيط والتعاون الدولي عن شكر الأردن؛ حكومة وشعبا،ً للاتحاد الأوروبي على دعمه للمملكة خلال مؤتمر دعم سوريا والمنطقة الذي عقد في لندن العام الماضي، إدراكاً من الجانب الأوروبي لحجم التحديات التي يواجهها الأردن خاصة ما يتعلق بقضية اللجوء السوري والأعباء التي تتحملها المملكة نيابة عن المجتمع الدولي.
إقرأ أيضاً: منحة كندية بقيمة 10 مليون دولار لدعم قطاع التعليم الأردني
وأكد الفاخوري أهمية إنجاح اتفاق تبسيط قواعد المنشأ الموقع مع الاتحاد الاوروبي والذي يؤكد من خلاله الجانب الأوروبي التزامه بدعم الأردن وفق مخرجات مؤتمر لندن والعقد مع الأردن.
وقال ان الأردن يعمل مع مختلف الشركاء لإنجاح مبادرة تبسيط قواعد المنشأ بين الأردن والاتحاد الأوروبي وتعظيم الاستفادة منها لمنفعة الصناعيين الأردنيين وفي جذب الاستثمارات الجديدة وتوفير فرص العمل.
من جانبه، أكد بيليارد دعم ومساندة الاتحاد الأوروبي ووقوفه إلى جانب الأردن، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة، مؤكدا أهمية استقرار الأردن بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وقال إن الأردن والاتحاد الأوروبي تجمعهما عوامل وقيم مشتركة، وأهمها الاعتدال والوسطية، مشيرا إلى توافق في وجهات النظر بين الأردن والاتحاد الأوروبي بالنسبة لأهداف مؤتمر بروكسل الذي سيعقد في ربيع 2017.
وأعرب بليارد عن تقدير الاتحاد الأوروبي لدور الأردن المحوري في تعزيز دعائم السلام والاستقرار وفي مكافحة الإرهاب والتطرف وفي تعميق حوارات الأديان.
واكد أهمية جهود المملكة في استضافة اللاجئين السوريين وضرورة مواصلة دعم الأردن ومتابعة الجهود والمساعي التي من شأنها ضمان أمن واستقرار المملكة وإدامة الدعم وزيادته لتعزيز واستدامة منعة الأردن.
وحضر الاجتماع سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في عمان أندريا ماتيو فونتانا.
ويزور بليارد الأردن للاطلاع على تداعيات استمرار عدم الاستقرار الإقليمي وخاصة الأزمة السورية واثرها على دول الجوار، وللبحث مع المسؤولين في المملكة في مجالات التعاون بين الأردن والاتحاد الأوروبي.