ألقى سلاح الجو العراقي منشورات تحذيرية على غربي مدينة الموصل تبلغ السكان فيها بأن الهجوم على المدينة بات وشيكا، تزامنا مع وصول قوات برية أميركية إلى خط المواجهة جنوب غربي الموصل لتقديم الدعم للقوات العراقية.
وقالت وزارة الدفاع العراقية في بيان إن "طائرات القوة الجوية العراقية تلقي ملايين المنشورات على الجانب الأيمن من مدينة الموصل التي تتضمن توجيهات وتوصيات إلى المواطنين للاستعداد لاستقبال القوات العراقية لتحرير مناطقهم وتحذير الدواعش لإلقاء السلاح والاستسلام قبل أن يواجهوا مصيرهم المحتوم على يد قواتنا."
ويضم الشطر الغربي مركز المدينة القديمة وأسواقها العتيقة والمسجد الكبير وأغلب المباني الإدارية الحكومية. ويتوقع القادة العسكريون أن تكون المعركة أكثر صعوبة من الشرق بسبب عدم قدرة الدبابات والمدرعات على المرور في الشوارع الضيقة والأزقة فضلا عن أسباب أخرى.
وكان الجيش العراقي قد استعاد الشهر الماضي السيطرة على الشطر الشرقي من الموصل- ثاني أكبر مدن العراق.
يأتي هذا في الوقت الذي وصلت قوات برية أميركية إلى خط المواجهة جنوب غربي الموصل، لتقديم الدعم إلى القوات العراقية المشتركة، في عملياتها ضد داعش، المرتقبة في غربي الموصل. كما أعلن التحالف الدولي ضد داعش أنه قصف موقعا للتنظيم.
وقال التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة إن قواته دمرت مبنى في المجمع الطبي الرئيسي بغرب مدينة الموصل العراقية والذي يشتبه في أنه يضم مركز قيادة لتنظيم داعش.
إقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تحذر من تبعات معركة غرب الموصل 'المختلفة'
وأعلن التنظيم المتشدد رواية مختلفة قائلا في بيان على الإنترنت إن الضربة التي نفذت الجمعة قتلت 18 شخصا أغلبهم من النساء والأطفال وأصابت 47 شخصا.
واتهم التحالف تنظيم داعش باستخدام المبنى المكون من خمسة طوابق مركزا للقيادة والتحكم.
وقال بيان للتحالف "تمكن التحالف من خلال جهود الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع من معرفة أن داعش لم يستخدم المبنى لأي أغراض طبية وأن المدنيين لا يستخدمون الموقع."
موجات من النزوح
من جهة أخرى قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق إن الهجوم ضد تنظيم داعش قد في نزوح ما يصل إلى 400 ألف مدني وقد يتضمن فرض حصار على المدينة القديمة المكتظة بالسكان.
وقالت ليز غراندي لرويترز عبر الهاتف "هذه معركة مختلفة لها تبعات هائلة على المدنيين... يجب أن نواجه احتمال فرض حصار على المدينة القديمة."
وأضافت أن الأمم المتحدة بحثت العديد من الخيارات لضمان وصول الغذاء والدواء والماء للمدنيين حال حدوث مثل هذا السيناريو.
وتقدر الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 800 ألف مدني يعيشون في الأحياء الغربية في الموصل. وتقول غراندي إن نحو نصفهم قد يفرون من منازلهم "في أسوأ الأحوال" وهو ما يمثل ضعف عدد من نزحوا بسبب معركة السيطرة على شرق الموصل.
وتبني الحكومة ووكالات إغاثة مواقع للطوارئ جنوبي المدينة وتخزن فيها إمدادات رئيسية.
وقالت الأمم المتحدة في بيان إن إمدادات الغذاء والوقود تتضاءل في غرب الموصل وأغلقت الأسواق والمتاجر وندرت المياه الجارية وانقطعت إمدادات الكهرباء في عدد من الأحياء أو أصبحت تأتي على فترات.
ولم تصل إلى المدينة إلا القليل من الإمدادات التجارية منذ قطع الطريق الرئيسي إلى سوريا في نهاية نوفمبر.
وقالت غراندي في بيان "لم تبدأ المعركة بعد لكن هناك أزمة إنسانية بالفعل."