استخدمها باراك أوباما بشكل مقتصد، وأصدر منها دونالد ترامب 4 في أسبوعه الأول بمقعد الرئاسة: الأوامر التنفيذية أداة أساسية لأي رئيس أميركي يرغب في وضع بصماته على سياسات الحكومة.
اتهم الجمهوريون الرئيس أوباما بالتجاوز حينما وقّع أوامر تخصّ الرعاية الصحية، وحقوق المثليين، لكنَّهم أشادوا بترامب لاستخدامه نفس التكتيك لإلغاء العمل بـ"أوباما كير"، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC .
ما هو الأمر التنفيذي؟
هو أمرٌ مكتوبٌ صادر عن الرئيس وموجّه إلى الحكومة الفيدرالية ولا يحتاج إلى موافقة الكونغرس.
تراوحت الأوامر ما بين تلك التي حملت تغييرات دراماتيكية في السياسات، مثل موافقة ترامب على بناء خطي أنابيب النفط المتنازع عليها بمرارة، إلى العمل المعتاد، مثل توجيهات أوباما بإغلاق الإدارات الحكومية بعد نصف يوم عمل عشية احتفالات عيد الميلاد في 2015.
وترجع أصول مَنْح سلطة إصدار الأوامر إلى المادة الثانية من الدستور الأميركي، والتي تنص على، "تؤول السلطة التنفيذية إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية".
لماذا يُصدرها الرئيس؟
في بعض الأحيان تصدر الأوامر في أوقات الحروب، أو لتجنب أزمة داخلية. في فبراير/شباط 1942، وقَّع الرئيس فرانكلين روزفلت أمراً تنفيذياً أدَّى إلى إنشاء مراكز احتجاز لحوالي 120 ألف أميركي من أصول يابانية.
في عام 1952 أصدر الرئيس هاري ترومان أمراً يضع صناعة الصلب تحت سيطرة الحكومة في محاولة لتجنب إضراب.
وأصدر أوباما أكثر أوامره التنفيذية إثارةً للجدل في محاولة للالتِفاف حول التعطل الحادث بالكونغرس الذي تسببت فيه المعارضة الجمهورية المتعنتة.
إذ وجّه كلامه إلى الحشود في مدينة كنساس في 4 يوليو/تمّوز 2014 قائلاً: "لو لم تُقدموا على فعل أي شيء، سنقوم باللازم من جانبنا، وذلك بالتصرُّف، في الوقت الذي يمتنع فيه الكونغرس الخاص بكم عن القيام باللازم".
لماذا تُعدُّ الأوامر حساسة سياسياً؟
تُثير الأوامر التنفيذية الجدل، لأنَّها تلتفّ حول موافقة الكونغرس، بشكل يسمح للرئيس بالتصرف منفرداً.
رفع الجمهوريون بنجاح دعوى ضد أوباما، بشأن جزءٍ من التغييرات التي أجراها على نظام الرعاية الصحية عام 2010، متعللين بأنَّه تجاوز سلطاته الدستورية حينما أخَّر من جانب واحد المهلة الزمنية الممنوحة للتغطية التأمينية.
إقرأ أيضاً: إدارة ترامب: حظر الدخول يحقق 'نجاحا هائلا'
يُمكن للرئيس إصدار أمرٍ عندما يتحرك أعضاء الكونغرس ببطء شديد، أو عندما يشعر بالحاجة إلى رسم تفاصيل قانون جديد.
ما المعدل الذي تصدر به الأوامر التنفيذية؟
أصدر روزفلت 3721 أمراً خلال 12 عاماً قضاها في منصبه، بينما وقَّع أوباما 279 فقط، وأصدر جورج دبليو بوش 291 أمراً أثناء الأعوام الثمانية التي قضاها في السلطة.
وتُعدُّ مُحصلة أوامر الرئيس أوباما قليلة بالمقاييس العصرية، فمتوسط أوامره البالغ 35 أمراً في العام، فيما يُعتبر أدنى محصلة منذ جروفر كليفلاند، والذي كان رئيساً من 1885 إلى 1889، ثم من 1893 إلى 1897، وكان متوسط أوامره 32 أمراً في العام.