على مر العصور، عانت الكلاب من الاضطرار للاستماع إلى إنسان يتحدث إليهم بصوت غنائي معوج. ولكن ما من أحد قد حاول حتى الآن معرفة السر وراء التحدث بمثل هذه الطريقة إلى أقرب صديق للإنسان - على الرغم من أنه لوحظ أننا كثيراً ما نتحدث إلى الأطفال الأجانب وكبار السن بطريقة مماثلة.
وفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد توصل الباحثون الآن إلى أن صوتا عالي النبرة ومبالغا فيه يشد انتباه الكلاب أكثر من الحديث، الذي يتردد بنبرة عادية. ومع ذلك، فإن هذا النوع من الأصوات لا يجدي إلا مع الجراء.
في حين أن جميع من تم اختبارهم، قد استخدموا مع الكلاب الكبيرة نمطا من الأصوات التي نخاطب بها الرضع حديثي الولادة، إلا أن الباحثين وجدوا أن هذا كان، إلى حد كبير، مضيعة للوقت. لم يعد من المحتمل أن الأصوات الغنائية يمكن أن تحصل على رد فعل إيجابي من الكلاب الكبيرة، أكثر مما تحدثه لديها لغة الكلام العادية الخالية من أي التواء.
ويعتقد الباحثون أننا نتكلم إلى الكلاب بطريقة غناء، لأننا نظن أن لديها مشاكل في فهم لغة الكلام، مثلما يحدث مع غير الناطقين بلغتنا، وكبار السن والعجزة.
وفي تجربة نشرت بدورية "وقائع رويال سوسايتي بي" Proceedings of the Royal Society B، طالب الباحثون 30 امرأة بإلقاء نظرة على صور للجراء والكلاب البالغة والكلاب العجوزة، وذلك على شاشة كمبيوتر.
ثم طلبوا منهن أن يقلن :" مرحبا! مرحبا أيتها اللطيفة! من هو الولد الشاطر؟ تعال إلى هنا! من هو الولد الطيب؟ تعالى هنا يا ولد يا طيب! حسنا! تعال هنا يا فطيرتي الحلوة! يا له من ولد طيب! "، وذلك كما لو كن يخاطبن كلبا حقيقيا. وإلى حد غريب بشكل ما، طلب منهن أيضا أن يقلن نفس الكلمات للباحث البالغ، وذلك كمثال للغة البشرية " العادية".
وتم تسجيل الاستجابات. وبعد ذلك جرى تشغيل التسجيل الصوتي للكلاب في ملجأ عن طريق مكبر للصوت، بينما وقف شخص في الغرفة. واستمع للكلمات 20 كلبا متنوعة، 10 من الكلاب الكبار، و10 من الجراء.
ووجد العلماء جميع المشاركين قد استخدموا الحديث عالي النبرة مع كل الكلاب، وليس فقط للجراء. ومع ذلك، كان هناك اختلاف بسيط: حيث تحدثت النساء المشاركات بعلو نبرة يزيد بـ21 بالمئة عن المعتاد عند تحدثهن مع الجراء، أكثر من حديثهن مع الكلاب الأكبر سنا، بينما بلغ ارتفاع النبرة 11 في المئة زيادة عن العادي مع الكلاب الكبار.
ولكن أكد الباحثون أنه في تلك الاختبارات، استجابت الجراء فقط لأي من صيغ الكلام الغنائي، وقد استجابت بدرجة أسرع، وهي تنظر في الغالب إلى مكبر الصوت، بينما أخذت تقترب منه أكثر، ولفترات طويلة" أما بالنسبة للكلاب الكبار فلم يكن هناك فرق ملحوظ في ردود الأفعال تجاه أسلوب الخطاب الموجه للكلب، أو الجرو، أو الكلام المقصود توجيهه لإنسان بالغ.
وفي الخاتمة، فإن المؤلفين، الذين قادهم توبي بن آديريت من جامعة سيتي في مدينة نيويورك، مع زملائهم من جامعات ليون في فرنسا وساسكس البريطانية، حيث قالوا إن "الكلام الموجه للحيوانات الأليفة" كان له "بعض القيمة" عند توجيهه للجراء.