الاحتلال يفتح جُرحًا آخر لعائلة 'شهيد البحر'

فلسطين
نشر: 2017-01-07 16:56 آخر تحديث: 2017-12-26 13:45
ارشيفية
ارشيفية

لم تَفِق عائلة الهسي بمدينة غزة من تكبّدهم خسائر فادحة لاستهداف الاحتلال لقاربهم ببحر بلدة بيت لاهيا قبل عامين؛ لتقدم زوارقه الحربية مجدداً لاستهداف مركب آخر لهم في ذات المنطقة وتدمّره بشكل كامل وفقد نجلهم محمد الهسي بعرض البحر.

وأقدمت زوارق الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء الماضي على إغراق مركب صيد لعائلة الهسي ببحر بلدة بيت لاهيا، فيما لم يتم العثور على الصياد الهسي.


إقرأ أيضاً: فقدان صياد بعد اغراق الاحتلال مركبه ببحر غزة


جراح ومعاناة

وبدموع حارقة يقول المواطن نهاد الهسي (20عاماً) شقيق الصياد المفقود "بأيّ ذنب يُقدم الاحتلال على إغراق المركب ويسلب شقيقي محمد من عائلتنا المعيل الوحيد للأسرة".

ويُعيل الصياد المفقود محمد الهسي (33عاماً) عائلته الفقيرة المكونة من 14 فرداً وهو الابن الأكبر لإخوته ومتزوج ولديه ثلاثة أبناء ويسكن في ذات المنزل بظروف معيشية صعبة.

ويضيف "أخي ترك خلفه أسرتين، لا نعلم من أين سنحصل على رزقنا، قطّعت بنا السبل وفقدنا وسيلة الرزق "المركب"، حسبنا الله ونعم الوكيل".

ويقتات عشرات الصيادين بغزة من مهنة الصيد بصعوبة؛ جراء الحصار الإسرائيلي للقطاع، وتضييق الاحتلال الخناق على الصيادين في مسافات الصيد المسموحة لهم، في وقت يواصل استهدافهم بشكل يومي بإطلاق النار عليهم في عرض البحر.

جريمة متعمدة

ويلفت الصياد جمال الهسي –رئيس المركب وأحد الصيادين الذين شهدوا حادثة اعتداء الزوارق الإٍسرائيلية على المركب إلى أن استهداف الاحتلال للمركب كانت جريمة متعمدة لإرهاب الصيادين ومنعهم من الصيد.

ويوضح الهسي في حديثه لمراسل صفا أن إبحارهم بالمركب لم يتجاوز مسافة 5 أميال بحرية وهي المسموحة للصيادين للصيد، متسائلاً كيف يتم دهس المركب كاملاً، على حد قوله.

ويقول "مركب صيد طوله 17 متراً، ويوجد عليه 100 كشاف، كيف لم يراه الزورق الإسرائيلي؛ حينما صعد فوقه مباشرة، أي استخفاف بنا وأي جريمة هذه".

ويضيف بحسرة "نحن الصيادين كثيراً تضررنا من الجرائم الإسرائيلية بحقنا، مركب تعيش منه أكثر من 10 عائلات، نفقده كاملاً ولا يعوضنا أحد".

وبحسب الصياد الهسي فإن تكلفة المركب الذي تدمّر بشكل كامل تبلغ 150 ألف دولار، تشترك به أكثر من عائلة.

وتعرض مركب آخر لعائلة الهسي قبل عامين لاعتداء من الزوارق البحرية الإسرائيلية في عرض بحر بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وبلغت تكاليف إعماره آنذاك نحو 40 ألف دولار.

وطالب الهسي الجهات المختصة والصليب الأحمر بفتح تحقيق رسمي لجريمة اغتيال ابنهم محمد، وتعويضهم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بهم جراء دمار المركب.

معاناة متجددة

ويقول أمجد الشرافي أمين سر نقابة الصيادين إن معاناة الصيادين لم تبدأ حديثاً؛ بل منذ 10 أعوام، واستهدافه المتكرر للصيادين والتضييق عليهم بمسافة الصيد.

ويشدد الاحتلال الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، ويقيّد المسافة المسموحة للصيادين بستة أميال بحرية؛ في حين ما يسمح به على أرض الواقع لا تتجاوز 4 أميال بحرية.

ويجدد الشرافي استنكار النقابة لجريمة اعتداء زوارق الاحتلال بحق مركب عائلة الهسي ودماره بشكل كامل وفقدان نجلهم، مؤكداً أنها جريمة ممنهجة بحق مواطنين مدنيين عزّل.

ويتابع حديثه "أكثر من 10 أيام المركب متواجد بالبحر، والاحتلال يعرف ذلك تماما، والقارب به إنارة كبيرة بهدف تحويط سمك السردين والطرخون؛ لكن الاحتلال له هدف من تدمير المركب ضمن سياسة العقاب الجماعي بحق سكان القطاع".

وطالب الشرافي بمعاقبة فاعلي الجريمة من جنود الاحتلال، وتقديمهم للمحاكم الدولية، مشدداً على ضرورة وجود حماية دولية للصيادين تضمن حمايتهم وأسرهم من جبروت الاحتلال.

أخبار ذات صلة

newsletter