ما وراء أحداث الكرك.. حول منفذو الهجوم وتتبع مسارات من حياتهم .. فيديو

الأردن
نشر: 2017-01-06 19:44 آخر تحديث: 2017-12-26 13:45
تحرير: نور عز الدين
صورة من الفيديو
صورة من الفيديو

مرّ الأردن خلال عام 2016 بالعديد من الأحداث المهمة، والمحفوفة بالمصاعب، ابتداءً من أحداث خلية إربد الإرهابية، والهجوم على مكتب مخابرات عين الباشا والرقبان، وصولاُ لأحداث الكرك والشوبك.

خلال جميع الأحداث ودّعنا وبحرقة العديد من شبابنا البواسل، الذين روى بدمائهم أرض الوطن.

وبالإنتقال لحادثة الكرك، في الثامن عشر من شهر كانون الأول، أقدم أربعةٌ من الإرهابيين على ارتكاب اعمال إرهابية طالت المدنيين العزل وبعض رجال الأمن. في هذا التقرير، نحاول قراءة سير حياة هؤلاء، لنعرف كيف تغيروا وانخرطوا في مثل هذا الفكر الإرهابي.

محمد الخطيب، 29 عاماً مواليد 1987، متزوج، يملك مطعماً شعبياً في بلدة القصر.

محمد القراونة، 28 عاماً مواليد 1988، متزوج، حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة مؤتة.

عاصم أبو رمان، 30 عاماً من مواليد 1986، أعزب، عمل سابقاً شرطياً في إدارة البحث الجنائي، ثم في تجارة الإلبسة.

حازم أبو رمان، 29 عاماً مواليد 1987، أعزب، ترك دراسته الجامعية وعمل في تجارة الألبسة.

إذ يقطن هؤلاء في بلدة القصر، في محافظة الكرك الواقعة على بعد نحو 80 كيلو إلى الجنوب من عمان.

محمد الخطيب، بدأت حكايته عام 2013، عندما حاول الخطيب الالتحاق بعصابة داعش الإرهابية، والهرب إلى سوريا. ولكن الأجهزة الأمنية قبضت عليه في المطار، وحكمت عليه.

بالسجن لمدة سنتين ونصف، بعد تخفيض محكمة أمن الدولة العقوبة للنصف. 

 

 

وفي عام 2014 وخلال قضائه مدة محكوميته، اتُهم الخطيب بكتابة عبارات على حائط زنزانته، ما من شأنها إثارة النعرة الدينية والطائفية.

كان لمعتصم الخطيب الحصة الأكبر في التأثير على محمد.

معتصم الخطيب هو أخو محمد، ذهب للقتال مع جبهة النصرة بداية عام 2013، قبل أن يلتحق بعصابة داعش الإرهابية.

وكان لمعتصم نشاط إعلامي في صفوف التنظيم، لرصد الأخبار العالمية من خلال المحطات الفضائية، وشبكة الأنترنت، واستمر بهذا النشاط، لغاية أن قرر العودة إلى الأردن أواخر عام 2013، بحسب قرار محكمة أمن الدولة. إذ حكمت عليه بالسجن لمدة خمس سنوات.

لم تشكل الأبوة رادعاً للخطيب، عن القيام بعمله الإرهابي. وضعت زوجته أول طفلة لهما قبل عملية الإعتداء بثلاثة أيام، فزوجة الخطيب، تكون شقيقة محمد القراونة أحد اعضاء الخلية، لتبدأ رحلتهم معاً.

فالقراونة أيضاً حاول الإلتحاق بعصابة داعش الإرهابية برفقة الخطيب، وقبضت عليهما الأجهزة الأمنية في المطار قبل بلوغهما الطائرة، وخكم عليه بالسجن ايضاً.

درس القراونة الهندسة المدنية في جامعة مؤتة، وتخرّج منها قبل سبع سنوات، ولكنه لم يعمل بتخصصه، وبقي عاطلاً عن العمل. حتى قرر في تشرين الأول من عام 2016، تأسيس شركة مع زوجته برأس مال يبلغ ألف دينار، للعمل بتجارة المواد التموينية في مأدبا، بحسب سجل الشركة.

قبل عملية الإعتداء بأسبوعيين، ترك كل من القراونة وزوجته بيتهما، وانقطع هو عن الاتصال، بحجة أنه ذاهبٌ للعمل في عمان.

ثالث اعضاء الخلية، عاصم أبو رمان، عمل شرطياً سابقاً في إدارة البحث الجنائي قبل أن يتركها، للعمل في تجارة الألبسة.

إذ ترك العمل في البحث الجنائي بعد حادث اصطدام سيارته العسكرية التي كان يقودها عام 2011.

وقبل نحو عامين، حاول الذهاب إلى سوريا للقتال هناك، إلا أن محاولته باءت بالفشل، بعد أن قبضت عليه الأجهزة الأمنية في المطار، واعتقلته لثلاثة أشهر قبل أن تطلق سراحه. وفق مصادر مقربة من العائلة.

لتصل بنا الحلقة، حتى آخر إرهابي، وهو حازم أبو رمان.

فحازم لم يكن منتسباً للأمن العام كأخيه، لكنه عمل برفقته في تجارة الألبسة، وحاول ايضاً الهروب معه للقتال في سوريا.

السجل الأمني لحازم، كان مختلفاً عن بقية المعتدين، فلم يكن له أي نشاط دعوي أو ديني، يثير حوله الشبهات، إذ تنوعت القضايا التي حُكم بها بين المخدرات، والسكر المقترن بالشغب، والإيذاء، وإصدار شيكات دون رصيد.

في عام 2010، حكم بجنحة الإيذاء وأخلت المحكمة سبيله بعد إسقاط الحق العام بسبب إسقاط الحق الشخصي.

اما في عام 2011 بعد أن ترك دراسته الجامعية، أدانته محكمة بداية جزاء عمان، بحمل وحيازة سلاح، ومقاومة موظفين، والسكر المقترن بالشغب، وحكمت عليه بالحبس لمدة سنة.

"ونظراً لكونه شاب في مقتبل العمر ولإتاحة الفرصة الكافية أمامه لإصلاح نفسه، خُفضت العقوبة لتصبح مدة الحبس ثلاثة أشهر. " ، بحسب قرار المحكمة.

ثم تم تحويله للقضاء في آب 2011 بتهمة تعاطي المخدرات. أما في عام 2012 و 2013، أُوقف مرتين لإصداره شك بدون رصيد وأعلنت المحكمة في النهاية عدم مسؤوليته عن هذا الجرم، وفقا لقرارات المحاكم.

الغريب في هذا السجل، بعد محاولته الهرب الى سوريا برفقة اخيه، عاد ليُقبض عليه مرة أخرى ولكن بتهمة حيازة المخدرات في حزيران الـ 2016.

بعد خروج عاصم وحازم، عادا لعملهما في تجارة الألبسة وبيعها بالجملة، وبقيا على هذا الحال حتى أبلغا والدتهما، بنيتهما شراء مطعم من شخص يدعى محمد الخطيب.

سألت الأم عن الخطيب، وعرفت أن له علاقة بتنظيم داعش الإرهابي، فرفضت هي وابنها الأكبر معتصم، المنتسب إلى أحد الأجهزة الأمنية، خطة حازم وعاصم، لعدم رغبتها بأن يرتبط أبناءها بأي صلة مع أشخاص لديهم علاقات بالإرهاب.

وهنا عادت الشبكة لترتبط بها كل الوجوه.

فالخطيب يعد صهر القراونة، وهو المؤثر الرئيس على الأخوين أبو رمان. والذين يمتلكان فروعاً مشتبهاً بها لإكمال حلقة التطرف. فأحمد المجالي، أحد اقربائهم من جهة الأم، كان نقيباً في سلاح الجو الأردني، غادر إلى سوريا عام 2013، ليُقتل في مدينة الحسكة السورية عام 2014.

أما معاذ، أحد اقرباء الأخوين أبو رمان، فحاول هو ايضا الهروب معهما للاتحاق بعصابة داعش، لكنه تمكّن من السفر إلى تركيا والوصول إلى سوريا، قبل أن تُنشر أخبار عن مقتله في حمص عام 2015 .

جيمع اعضاء الشبكة يظهرون حجم تأثير الواحد منهم على الآخر.

في الثامن عشر من شهر تشرين الأول، عام 2016.

انطلق صوتُ غريب من أحد الشقق السكنية في مدينة القطرانة، في الكرك، أسفر عن استشهاد أحد رجل الأمن وإصابة آخر، بينما هرب المسلحون باتجاه الكرك، مستخدمين سيارة البيك أب الخاصة بشقيق صاحب الشقة.

امتد الاشتباك، إلى المركز الأمني على مدخل قلعة الكرك، قبل أن يدخلها المسلحون ويواصلوا إطلاق النار باتجاه الأمن لنحو عشر ساعات، بحسب شهود عيان في مدينة الكرك.

وفي منتصف ليلة الأحد، أعلن الأمن عن نهاية العملية الأمنية المشتركة ما بين قوات الأمن العام والدرك، والتي أسفرت عن استشهاد عشرات من قوات الأمن والدرك، ومواطنين، بالإضافة لسائحة كندية والعديد من الإصابات.

أما بالنسبة للمعتدين، فقد اعتقلت القوات الأمنية شقيقي أبو رمان، الأول يعمل في جهاز الأمن العام، والثاني طالب في كلية الشريعة في جامعة مؤته، وبعض معارف المعتدين الآخرين.

في حين رفضت الأم، والدة الأخوين أبا رمان، عن استلام جثماني ابنيها، وأبلغت جهات مسؤولة بأنها لا ترغب بدفنهما، لكنها تطلب أيضًا من الأجهزة المسؤولة الإفراج عن ابنيها الآخرين إذا لم يثبت عليهما أي تهمة.

فيما أعلن تنظيم داعش الإرهابي، ببيان لها عن تبنّي العملية التي نفذها الإرهابيون في قلعة الكرك.

اعقبتها بعد يومين عملية اشتباك بين القوات الأمنية وأرهابيين آخرين في منطقة قريفلا، في الكرك، أسفرت عن استشهاد أربعة من الأمن العام والدرك، ومقتل أحد الإرهابين، واعتقال الآخر.

وفي 28 من الشهر نفسه، نفذت القوات الأمنية مداهمة لأحد المطلوبين في لواء الشوبك في محافظة معان، والتي أسفرت عن مقتل الإرهابي والقبض على آخر، إذ أكد البيان الأمني عن عدم ارتباط حادثتي قريفلا والشوبك، بحادثة قلعة الكرك.

كل هذه الأحداث الإرهابية التي حدثت خلال العام الماضي جعلت الأردن أقوى، وأكثر استعداداً لتحدي جميع المصاعب.

أخبار ذات صلة

newsletter