صبري الربيحات يكتب لرؤيا: سنة جديدة,,, وهموم مزمنة

الأردن
نشر: 2017-01-01 05:56 آخر تحديث: 2017-12-26 13:45
تعبيرية
تعبيرية

متتبعين مسار الشمس في رحلة الشروق تتوالى اصوات الجماهير في عدهم العكسي وصيحات الفرح بحلول العام الجديد. من سدني الى طوكيو الى دبي التي اعدت اعظم تشكيلة من الالعاب النارية مستثمرة المناسبة للفت الانتباه الى انها القبلة السياحية الاهم لكل الراغبين في تذوق سحر الشرق ويختبرون دفء المكان الذي اصبح عنوانا لقدرة الانسان على ترجمة الافكار الى وقائع نشاهدها ونلمسها غير ابهين لكل التحفظات والحواجز التي يصنعها البعض بحجة الدين او التقاليد وغيرها من العوائق المفتعلة.

في غالبية عواصم العالم زينة واضواء واحتفالات وابتهاج برحيل عام وقدوم اخر. في الساحات والقاعات والنوادي والمتنزهات والبيوت لا يسأل الكثير ممن احتشدوا للاحتفال عن ما خلفه العام من هموم وخيبات والآم فالكل مندمج في اجواء الحدث يرددون امنية ودعاء واحد " سنة جديدة سعيدة ".

بعض الذين لم يتذوقوا طعم السعادة ولم يشعروا بها منذ اعوام يتجدد لديهم الامل ويتناسون ولو لساعات احزانهم وخيباتهم وينضموا لجماهير الباحثين عن البهجة في تبدل الايام.

بالرغم من تطور الحياة وانتشار وتنوع وسائل الترفيه وامتلاكها من قبل الكثيرين الا ان الناس يتحدثون عن الماضي باعتباره زمن جميل ويستعيذون بالله من القادم فالكثير من الناس يرون تدهورا واضحا في القيم وارتفاع في منسوب الخوف والقلق وانخفاض في مستوى الثقة في الاخر والمستقبل.

على الصعيد الاممي يشهد الكون موجة تطرف تتمثل في استدارة الكثير من شعوب العالم نحو الاحزاب اليمينية والقومية التي تحمل اتجاهات غير ايجابية نحو الامم والشعوب التي لا تشاركها في الفكر والعرق والايدلوجيا والاهتمام . وفي اقليمنا العربي الذي اصبح مصدرا من مصادر القلق الكوني تتوالد الصراعات الدموية والحروب الاهلية التي تتغذى على الطائفية ويسيرها الطواغيت الذين لا يأبهون لاي من معاني الكرامة الانسانية والقيم والحقوق التي يتطلع الانسان العربي الى الاستمتاع بها.

في محيطنا الذي اصبح ميدانا لاستعراض كل القوى التي تريد اعادة الاعتبار لقوتها او البرهنة على قدرتها ونفوذها والجماعات التي وجدت في الفراغ متسعا لتستقطب كل قوى التخريب والدمار خوف وقلق وفزع لا تنتزعه الاماني بالسعادة ولا بيانات القلق والشجب والاستنكار. في الوقت الذي يبحث فيه قادة امريكيا والصين شروط التجارة الجديدة يبحث السوريون والعراقيون واليمنيون عن النجاة من الموت. ويحلم اللاجئون السوريون بالحصول على خيم جديدة تحمي اطفالهم برودة ليل الشتاء فيصحراء الاردن وجنوب تركيا وشرقي لبنان.

في قرى المفرق والطفيلة وعجلون يتطلع الاباء الى عام جديد خال من الضرائب التي اصبحت البديل الوحيد الامن الذي يمكن اللجوء له كلما تعاظمت مصاريف الدولة او تاخر الممولون في الوفاء بوعودهم. لقد ادرك الناس عبر معايشتهم للحكومات المتعاقبة براعة بعضها في ابتكار وسائل تمرير قراراتها المتعلقة بالضرائب فتارة يجري اضافتها على خدمات تحت مسميات جديدة واخرى يتم ضمها الى فواتير الخدمات القائمة.

لا يعول الناس كثيرا على العام الجديد بان يذيب شيئا من همومهم او يأخذ قضمة من معاناتهم. فالاسرة الاردنية اعتادت على ان ترتفع الاسعار ويبقى الدخل ثابتا وادمنت على سماع الاخبار التي تبشرهم بغد افضل دون ان يلمحوا ما يؤكد او ايشير الى ذلك فقد اعتاد الاردني على ان يدفع بابنائه الى الجامعة ويبيع كل ما لديه لدفع رسوم تعليمهم وينتظر عاما بعد عام يراقب التغيير الحاصل على ترتيبهم في قوائم ديوان الخدمة المدنية.


إقرأ أيضاً: صبري الربيحات يكتب لرؤيا: اصحي يا قرية


الاردنيون على استعداد ليحملوا معهم الى السنة الجديدة احلامهم في ان يروا برامج فاعلة لمكافحة الفقر والبطالةوالجريمة والفساد والاحتلال والارهاب والشللية البغيضة التي هيمنت على البلاد ومقدراتها...ويشاهدوا تطورا في التعليم والصحة والخدمات والادارة, ويطمحون الى مزيدا من العدل والشفافية وسرعة ومصداقية الاعلام وتكافؤ الفرص. ويحلمون ببرلمان ومجالس قوية تمثلهم وتعبر عن ارادتهم.

 

أخبار ذات صلة

newsletter