ترتبط بأعياد الميلاد بعض العادات التي بالكاد يعرف ممارسوها أصولها مثل شراء الأشجار، وتقبيل شخص ما دون سابق إنذار بسبب تدلي نبات الدبق من أحد الأسقف، وهو أمر يمكن أن تذهب للسجن إذا فعلته في وقت آخر.
كم مرة سمعت شخصاً يقول مبرِّراً: "أنت تعرف بالطبع أنها أمور وثنية"؟
وبحسب صحيفة The Guardian، فإن التاريخ المسجل بالكاد عن طقوس الأنشطة الوثنية في شمال غربي أوروبا كان غير مألوف تقريباً بالنسبة لهم.
وتُطرح تساؤلات: ماذا عن الأشجار إذاً؟ ألا تعرف أن الأشجار ما هي إلا أوثان؟
بالطبع لا، الأشجار ما هي إلا مجرد أشجار، ولا توجد وثنية فيها.
الحقيقة أننا عادةً لا يكون لدينا أدنى فكرة عن أصول هذه التقاليد الغريبة، لذلك، ومن أجل المعرفة العامة، نقدم لك 10 أساطير مرتبطة بالكريسماس.
1. كوكا كولا صممت الشكل الحديث لسانتا كلوز في جزء من حملة إعلانية
دائماً ما نسمع تلك الأسطورة في حفلات العشاء؛ إذ تجعل المتحدث يبدو ذكياً وساخراً. وبغض النظر عن أنها محض هراء، لم تبدأ كوكاكولا في استخدام سانتا ضمن حملاتها الإعلانية إلا عام 1933، بينما ظهر سانتا تقريباً في زيه الأحمر منذ أوائل القرن التاسع عشر، ومعظم هذه الصور الحديثة لسانتا رسمها توماس ناست، رسام الكاريكاتير، في سبعينات القرن التاسع عشر.
وحتى إن اقتصر بحثك عن سانتا في إعلانات المشروبات الغازية الأميركية، فسوف تجد صور سانتا كلوز الحديثة بهيئته نفسها في الملصقات الإعلانية لمشروبات "وايت روك" التي ظهرت عام 1923.
2. أغنية "جينغل بيلز" هي جوهر الكريسماس
بالطبع ليست كذلك، فقد كتب جيمس بيربونت أغنية "جينغل بيلز (أو دقي أيتها الأجراس) في عام 1857، وهو أميركي الجنسية، أما الأغنية فكان اسمها في الأساس "زلاجة الحصان الواحد"، وكُتبت من أجل عيد الشكر ومرح الشتاء وحفلات السمر بشكل عام، ومن ثم كيف نربط هذه الأغنية غير المرتبطة بالكريسماس بكلمات أغنية أخرى، كالتي لا يمكن أن تُعزف في حفل الكورال البريطاني، كلمات أغنية كهذه:
منذ يوم أو يومين
فكرت في ركوب عربتي
سرعان ما وجدت الآنسة فاني برايت
كانت جالسة بجانبي
كان الحصان هزيلاً وضامراً
من حظه العاثر
انحرف من على الجرف
وكنا قلقين جداً
3. 3 حكماء
لم يحدث ذلك، إذ يقول إنجيل في الأصحاح الثاني
"ولما ولد يسوع في بيت لحم، في أيام هيرودس الملك، إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم" (1).
هل وجدت كلمة "ثلاثة"؟ بالطبع لا، ولم أجدها أنا أيضاً.
"...ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا: ذهباً ولباناً ومراً" (11).
إلا أن الإنجيل لم يذكر على الإطلاق عدد المجوس الموجودين، قال فقط إنهم مجموعة، قد يكونون 2 أو 200، وكانوا زرادشتيين، وكان ثمة اعتقاد بمعرفتهم التامة للفنون الغامضة، التي نعبر عنها بكلمة حديثة وهي "السحر".
4. الكريسماس هو النسخة المسيحية من عيد ساتورن عند الرومان
كان يُحتفل بعيد ساتورن في 17 ديسمبر/كانون الأول، إلا أن مدة الاحتفال امتدت إلى 23 ديسمبر/كانون الأول، لكنه لم يكن أبداً في نفس تاريخ الكريسماس.
كان هناك عيد روماني يقام في 25 ديسمبر/كانون الأول، وهو عيد سول إنفكتوس أو "إله الشمس"، لكن الأعياد الرومانية شملت معظم أيام السنة، إذ بلغت أكثر من 200 عيد، كما أن عيد سول إنفكتوس لم يُعرف قبل الكريسماس، كما ليس ثمة قواسم مشتركة بين عيد الميلاد وعيد ساتورن.
5. الملك الصالح وينسليس
يتكون هذا الاسم من ثلاث كلمات فقط، إلا أن هناك مشكلتين تتعلقان بهذا الاسم، فعلى الرغم من وجود اسم وينسليس، إلا أنه لم يكن ملكاً، ولم يكن اسمه وينسليس، بل كان اسمه فاتسلاف، وكان دوقاً لبوهيميا- جمهورية التشيك حالياً-ف ي القرن العاشر وليس ملكاً. ربما كان هذا الرجل صالحاً، وربما كان الناس يتعاطفون معه ويرونه جيداً بعد أن لقى حتفه على يد شقيقه بوليسلاوس الجبار، فقد استحق بوليسلاوس بالفعل هذا اللقب، ليس فقط بسبب قتله أخيه فاتسلاف من أجل العرش. وانتشرت بعد ذلك الأساطير حول صلاح فاتسلاف، كما أن الملك أوتو الأكبر هو الذي أعطاه لقب "ملك"، وذلك بعد وفاة فاتسلاف.
6. القبلات تحت نبات الدبق أصلها من الفايكنج
تقول القصة إنه بعد أن قُتل الإله النرويجي "بالدر" بسهم صُنع من فروع الدبق، أقسمت والدته التي تُسمى لسوء الحظ الإلهة "فريج"، على أنه لا ينبغي لهذا النبات أن يتسبب في ضرر لأي شخص آخر، بل يجب أن يُشجع على التقبيل. رغم ذلك، لم يُعثر على ما يدل على ذلك في علم الأساطير النرويجية.
فيما يخص السهم المصنوع من نبات الدبق، قد يكون صحيحاً، لكن ردة فعل فريج التي لم يكن لها علاقة بالقبلات، بل كل ما أرادته هو أن تعذب قاتل "بالدر" إلى الأبد.
تعد قبلات نبات الدبق عادة إنكليزية، يبدو أنها انتشرت انتشاراً بسيطاً في عام 1786 عندما كتب السير جون كوليباتش كتاباً كاملاً عن هذا النبات والعادات المرتبطة به، إلا أنه كان معروفاً عام 1786، حينما ذُكر في أغنية شعبية، منسية في الوقت الحالي، تسمى اثنين إلى واحد.
7. يبدأ الكريسماس مبكراً كل عام
ليس ثمة شيء في الإنجيل عن تاريخ ميلاد المسيح، لكن أقدم الحسابات تشير إلى أنه وُلد في القرن الثاني، ويُعتقد أنه ولد في شهر مارس/آذار، وهو ما يعني أننا نحتفل به متأخرين 9 شهور.
8. أنصت لغناء الملائكة
لا يعتبر ذلك هو السطر الأول من الترنيمة ولا تعد أحد أبيات هذه الترنيمة بالأساس، أو على الأقل وفقاً للرجل الذي كتبها. فقد كتب تشارلز ويسلي ترنيمة تبدأ بجملة "أنصت إلى أجراس السماء/المجد لملك الملوك". كما نشر واعظ آخر، يسمى جورج وايتفيلد، نسخة أخرى من البيت الذي نعرفه الآن، ورد ويسلي قائلاً إن الناس رحبوا بالترنيمات التي ينشرها "بشرط طباعتها كما هي، وأتمنى أن لا يحاولون تعديلها، بالأخص أولئك الذين ليس عندهم القدرة لذلك".
9. يبدأ الظهور في 1 ديسمبر/كانون الأول
يبدأ الظهور في أقرب أيام الأحد من عيد القديس أندرو في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، وبالتالي يبدأ الظهور هذا العام في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، وكانت فكرة أن يبدأ الظهور في نفس اليوم من كل عام من ابتكار مُصنّعي تقاويم الظهور، كي يتمكنوا من استخدام نفس التصميم لكل عام، وكي يستطيعوا بيع المخزون القديم.
10. ابتكر الأمير ألبرت شجرة الكريسماس، أو على الأقل استوردها إلى بريطانيا
كانت هذه مفاجأة أُعدت للملكة فيكتوريا، التي كانت لديها شجرة كريسماس عندما كانت طفلة، وهو ما قام به المهاجرون الألمان على نطاق واسع في مانشستر أوائل القرن التاسع عشر، فقد تسببت فيكتوريا وألبرت في انتشار شجرة الكريسماس عندما اُلتقطت لهم صورة بجانب إحدى شجرات الكريسماس ونُشرت في جريدة لندن المصورة عام 1848.
ذُكر وجود شجرة كريسماس في إنجلترا عام 1444، لكن لا أحد يعلم ماذا كانت تفعل هناك.