فشل خريج جامعي يعاني من إعاقة في الحصول على أي مقابلة لوظيفة بعد أن قدم لـ 400 جهة، وفي النهاية اضطر للتزوير في سيرته الذاتية ليتم استدعاؤه، حيث محا أية إشارة إلى أنه يعاني من إعاقة.
وقد أمضى داريل جونز ستة أشهر يبحث عن عمل منذ تخرجه من جامعة هال بإنجلترا، ولكن قوبل بالصمت المطبق من قبل أرباب العمل الذي يتوقع أن يحصل على وظيفة معهم.
ووصل الأمر بالشاب البالغ من العمر 27 عاما، إلى حد الإصابة بالإحباط تماما، حيث يعاني من اضطراب وراثي يسمى متلازمة مارفان، ما اضطره إلى تعديل سيرته بالتنقيح الذي جعلها خالية من ذكر الإصابة بالإعاقة.
وكان نتيجة ذلك أن حذف معلومات مثل أنه يمارس الرياضات الخاصة بالمعوقين، أو أنه شغل منصب المتحدث الرسمي لجامعة سنغافورة الوطنية، وأسس جمعية خيرية باسم "هامبر الخيرية لرياضات ذوي الإعاقة".
ورغم أن هذه النشاطات التي حذفها قد تكون مثيرة للإعجاب، إلا أنه بعد إزالتها تماما فقد تم الاتصال به لأول مرة لحضور مقابلة وظيفية.
إقرأ أيضاً: هل يمكنك أن تصبح شخصاً ذا كاريزما بالتعلُّم؟
مقابلات دون جدوى
ورغم أنه حضر 12 مقابلة عمل إلا أنه لم يحصل على الوظيفة بعد، إذ أن الرد الذي يأتيه أن خبراته غير كافية أو أنه هناك من هو أفضل منه.
ويقول داريل الذي يحمل شهادة في إدارة الأعمال والتسويق: "لقد قدمت أكثر من 400 طلب وظيفة ولكن لا شيء".
مضيفا أنه "أمر مخيب للآمال.. وقد أظهرت الدراسات أن الناس ذوي الإعاقة مثل الآخرين يريدون المساهمة في الحياة، وأنهم يريدون أن تكون لهم وظيفة يكسبون منها المال.. لكن لا أحد يرغب في توظيفي".
ويقول: "لدي درجة جامعية، وعندما أتحدث مع الناس يقولون إنني أتمتع بتراكم من المؤهلات والخبرات، لكن ذلك لا يشفع لي ولا أفهم لماذا لا أستطيع أن أحصل على وظيفة".
ويشير إلى أنه التحق بأحد برامج التوظيف، لكنهم أيضا لا يتفهمون الأمر.
وتصيب متلازمة مارفان الأنسجة الضامة بحيث تسبب خللا في النسيج الرابط، يؤثر على العديد من الأجهزة، مثل الهيكل العظمي، الرئتين، العينين، القلب والأوعية الدموية.
يمكن العمل في مهام مكتبية
ويؤكد داريل أن المتلازمة، لا تمنعه من العمل، إلا إذا كانت الوظيفة تتطلب أداء جسمانيا.
يقول: "نعم ليس بإمكاني أداء وظائف جسمانية.. لكني أنجح في العمل المكتبي والإداري، هذا ما أنجح فيه. وبالنسبة لي قدمت لكل أنواع الوظائف".
لا أريد راتبا خيريا
وقد اقترح عليه بعض الناس أن يأخذ راتبا من جمعية خيرية، خاصة أنه يقوم بخدمة الجمعية بشكل تطوعي، لكنه رفض ذلك.
يقول: "لا أريد أن أفعل ذلك. لأن هذه الأموال مفترض أن توجه للأغراض الأهم في دعم المعوقين".
ويضيف: "وحتى لو اكتفيت براتب خيري. فهذا لن يكفي طموحاتي في الحياة".
ولا يزال داريل يبحث عن وظيفة، وهو مفعم بالأمل أنه سوف يعثر عليها وأن حظه سوف ينتصر له قريبا.
أرقام
تشير الإحصائيات إلى أن هناك حوالي 3.4 مليون معاق في العالم يشغلون وظائف.
وتوضح الدراسات أن المعاقين يقل حظهم بأكثر من الضعفين في الحصول على العمل مقارنة بالأسوياء.
وفي بريطانيا فإن الإعاقة تكلف صاحبها ما لا يقل عن 550 جنيه إسترليني شهريا، بالإضافة لتكاليف السكن.
وتشير البيانات إلى أن نسبة المعوقين الذي يعيشون في الفقر تبلغ 30% من الذين هم في سن العمل، وتصل النسبة عند الأسوياء إلى 18%.
وسيؤدي ارتفاع بنسبة 10% في توظيف المعوقين إلى تحميل خزانة الدولة البريطانية 12 مليار جنيه استرليني إضافية بحلول 2030.