قام علماء بريطانيون باكتشاف مفاجئ غير جذريا موقفهم إزاء تاريخ العلاقات التجارية بين بريطانيا والشرق الأوسط إذ عثروا على أدلة تثبت صلات بين الأنجلوسكسونيين وسوريا في القرن الـ7 م.
وأفاد تقرير نشرته هيئة الأذاعة البريطانية "BBC" الخميس 1 ديسمبر/كانون الأول بأن هذا الإنجاز العلمي بالغ الأهمية تم تحقيقه بعد قيام العلماء بفصوحات كيمياوية لقطع قار موجودة على متن قوارب كانت تستخدم كمقابر للأنجلوسكسونيين تعود إلى القرن الـ7 الميلادي، وعثر عليها في موقع ساتون هوو بمقاطعة سوفولك شرق إنجلترا في عام 1939، ضمن أحد أكبر الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين.
وحتى الآونة الأخيرة كان يعتقد أن قطع القار الموجودة في مقابر الأنجلوسكسونيين هي مجرد راتينج صنوبري استخدم لتوطيد متانة القوارب، غير أن الاكتشافات الجديدة تظهر أن هذه القطع، التي كانت تعتبر على مدى عقود اكتشافات من الصف الثاني مقارنة مع منتجات ذهبية وفضية وأحجار ثمينة عثر عليها معها، من شأنها تسليط الضوء على مستوى تطور الشبكة التجارية لبريطانيا العريقة.
وأنجزت هذه الاكتشافات فجأة بعد أن تعرضت قطع القار هذه لفحوصات كيمياوية، ضمن مشروع يهدف إلى دراسة كيفية حماية الراتينج من التأثيرات الخارجية، ليتضح أن هذه المادة تم استيرادها من الشرق الأوسط، وتحديدا من سوريا القديمة على الأرجح.
ووصف المتحف البريطاني هذا الاكتشاف بأنه في منتهى الندرة، إذ يشكل أول دليل واضح على وجود اتصالات تجارية بين بريطانيا العريقة والشرق الأوسط.