تسلمت جلالة الملكة رانيا العبدالله، مساء أمس، في برلين من سيدة ألمانيا الأولى دانييلا شات، جائزة "القلب الذهبي" المقدمة من منظمة "قلب للأطفال" الخيرية في المانيا، تقديراً لجهود جلالتها من أجل تعزيز حماية الأطفال وضمان حقهم في الحصول على التعليم.
وقالت جلالتها في كلمتها خلال الاحتفال السنوي لمنظمة "قلب للاطفال" الخيرية ان ملايين الأطفال معرضون لخطر الموت، لكن الملايين غيرهم في خطر العيش وكأنهم غير موجودين، مشيرة الى ان الكثير منهم حرموا ليس من الطعام والمأوى فقط، لكن من حقهم الانساني الاساسي بالتعليم.
وأضافت جلالتها أن ملايين الأطفال يعانون كل يوم، دون أن يراهم أحد، ينقلون بازدحام في شاحنات وقوارب مطاطية هربا من القنابل على منازلهم ومدارسهم. وأعطت امثلة على معاناة الأطفال في مناطق النزاع، مبينة انهم ضحايا حرب لم يطلبوها ولا يفهمونها.
وأكدت جلالتها "ان انسانيتنا، وتعاطفنا، وقدرتنا على السير في طريق بعضنا البعض تعتبر نقاط قوتنا الأكبر".
وقالت "اذا استطعنا العمل معاً، عندها، هؤلاء الاطفال لن يكونوا وحدهم، ولن يتم الاساءة لهم او استغلالهم، ولن يكونوا قابلين للتجنيد من قبل المتطرفين، ولن يتم اجبارهم على اعتبار التعليم ضد حقهم في العيش بأمان وسلام".
وأشارت جلالتها إلى تجربتها في زيارة أسر في مخيمات للاجئين يعيشون في خيم صغيرة بعيدا عن ديارهم وبيوتهم الاف الاميال، منوهة بأنه ورغم ألم فقدان الأقارب والجيران والعنف الجسدي والذي حفر ندبات نفسية، إلا أن الكلمات التي سمعتها، لم تكن كلمات يأس، بل سمعت عن خطط وأحلام للدراسة واللعب، وليصبحوا أطباء ومعلمين أو عاملين إنسانيين.
ودعت جلالتها الحضور إلى دعم الاطفال قائلة "دعونا نقول للأطفال في كل مكان: نحن نراكم.. وغداً، وكل يوم يتبعه، دعونا نعمل بلا كلل لفتح قلوبنا وإبقاء أملهم حياً".
ومنظمة "قلب للأطفال" الخيرية تأسست عام 1978 لدعم الأطفال المحتاجين وأسرهم في المانيا واوروبا والعالم. وتركز في عملها على تقديم وجبات الطعام للفقراء والرعاية الصحية للأطفال والتعليم ومشروعات الرياضة والشباب، وقدمت الدعم للآن لأكثر من 3250 مشروعاً.
ومن بين الحاصلين السابقين على هذه الجائزة ملكة السويد الملكة سيلفيا، الأميرة ميت ماريت - النرويج، الأميرة شارلين – موناكو، والأمير هاري.