يبدو أن المشاعر تختلط لدى سكان الموصل الذين انتظروا طويلاً خروجهم من تحت نيران عصابة داعش الارهابية، الذي تحكم بهم منذ اقتحامه مدنهم وبلداتهم في محافظة نينوى في 2014. فعلى الرغم من الفرحة باستعادة كل شبر من التنظيم الإرهابي، ينتاب البعض قلقل من انتهاكات أو تصرفات يجب ألا تصدر عن الجيش العراقي.
وفي الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن الحسم العسكري بات قريباً، عبّر بعض السكان عن قلقهم مما يُخط على بعض الجدران من شعارات طائفية ومذهبية من قبل "بعض" عناصر الجيش، لاسيما بعد صدور قانون دمج ميليشيات الحشد فيه.
العبادي يبشر بالنصر
وفي بيان صادر عن مكتب العبادي، الجمعة، أكد أن الحسم العسكري النهائي ضد تنظيم داعش بات قريباً. وشدد على أن الجيش العراقي يتقدم من جميع المحاور لاستعادة الموصل. وأضاف البيان أن العبادي خلال زيارته لقيادة العمليات المشتركة واستماعه لتقارير القادة العسكريين والأمنيين، أمر بوضع خطط جديدة، وأصدر توجيهات من شأنها الإسراع بحسم المعركة مع الحفاظ على أرواح المقاتلين والمدنيين.
أما على صعيد ملف النازحين، فتتعالى التحذيرات الإنسانية من قبل مؤسسات الأمم المتحدة والجمعيات المعنية بالنازحين، لا سيما أن فصل الشتاء يزيد من معاناة النازحين القاطنين في المخيمات.
إقرأ أيضاً: العبادي: أتوقع انتهاء معركة الموصل قبل نهاية العام
"شعارات مذهبية" تخط على الجدران
وبالعودة إلى القلق من الشعارات المذهبية، وتعبير بعض السكان في محيط الموصل عن قلقهم من الكتابات التي يخطها بعض عناصر القوات العراقية على الجدران في المناطق التي يتم تحريرها، يقول القادة والقوات إن الشعار (لا سيما شعار لبيك يا حسين) الذي يكتب في بعض الأحيان فوق كتابات داعش نفسها ما هو إلا تعبير عن انتصار عموم العراقيين.
لكنه بالنسبة لكثير من سكان المدينة متعددة الأعراق -وإن كان يغلب على سكانها السنة- فإن هذا يمثل تهكما طائفيا واضحا من الأغلبية الشيعية في البلاد، ما ينذر بمزيد من أعمال العنف في المستقبل، بحسب ما أفاد تقرير لـ"رويترز".
وقال عبد الله الشويب (حداد سني فر من القتال) وهو يشير إلى الشعار المكتوب على متجر بقالة مجاور: "انظر إلى هذا. ينبغي أن يتحلى الجيش بالحياد ولا يكتب مثل هذه الأشياء على الجدران. لست متفائلا. لن يتحسن العراق بعد القضاء على داعش".
وعلى الرغم من أن معظم السكان لا يملكون شيئاً جيداً لقوله عن داعش وحكمه الوحشي الذي انطوى على جلد الناس بسبب التدخين وسبي النساء وإعدام المعارضين، كثيراً ما يرحب السكان بحرارة بالجنود الذين يطردون المتطرفين. ولكن إذا كانت الحكومة تتطلع إلى الحفاظ على هذا الولاء في الشوارع فإن القوات تقوضه على ما يبدو من خلال الشعارات الطائفية الصريحة، بحسب بعض السكان في حي كوكاجلي شرق الموصل.
من جهة أخرى، قال بقال ذكر أن اسمه الأول هشام "لن نسمح لأي شخص أن يجر المدينة إلى المشاكل"، وبدا عليه الغضب عند سؤاله عن الشعارات بينما دوت أصوات إطلاق النار من بعيد. وأكد "سنة وشيعة ومسيحيون وأكراد جميعنا نعيش سويا في المدينة بدون مشكلات"، واجتذبت كلماته تأييد المارة الآخرين وأضاف "نريد عراقا موحدا".
في حين قال أكثر من 12 ساكنا إن جنودا رسموا الشعارات بعد وصولهم،وأكد ذلك ثلاثة جنود شيعة من وحدة مشاة، وقالوا إنهم رسموا مثل هذه الشعارات بأنفسهم، أو شاهدوا جنودا آخرين يفعلون الأمر ذاته.
من جهته، قال صباح النعماني، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب الذي دربته الولايات المتحدة والذي يقود التقدم في شرق الموصل، إنه لا يعرف ما إذا كان الجنود وراء رسم الشعارات، لكنه قال أيضا إن مثل هذه الشعارات غير طائفية. وقال "جنودنا مشغولون بقتال داعش ولا وقت لديهم لكتابة هذا. على أي حال "لبيك يا حسين!" مجرد تعبير عن فرحة التحرر من داعش.