أفادت دراسة أمريكية حديثة، بأن التمارين الرياضية، وعلى رأسها رياضة المشي، يمكن أن تحسن وظائف الإدراك لدى كبار السن، في مرحلة الشيخوخة.
وأوضح الباحثون بكلية الطب في جامعة "ويك فوريست" الأمريكية، أن "ضعف الإدراك المعتدل" يدهم الأشخاص فوق عمر (65 عامًا)، وعرضوا نتائج دراستهم، اليوم الأربعاء، أمام الاجتماع السنوي لجمعية الطب الاشعاعي في أمريكا الشمالية.
الباحثون أضافوا أن "ضعف الإدراك المعتدل" (MCI) عبارة عن انخفاض طفيف في القدرات المعرفية لدى كبار السن، ينتج عنه تدهور إدراكي بسيط في الذاكرة أو التفكير، ولكن ليس إلى الحد الذي يؤثر بشكل جوهري على الأنشطة اليومية.
وبحسب البحث، فإن هذه الحالة غالبًا ما تكون مقدمة لمرض "الزهايمر"، حيث أظهرت بعض الدراسات أن 80% من المرضى الذين يعانون من ضعف الإدراك المعتدل أصيبوا بـ"الزهايمر" بعد 6 أعوام.
ولرصد آثار التمرينات الرياضية على كبار السن، فحص الباحثون 35 مريضًا يعانون من "ضعف الإدراك المعتدل" وأعمارهم بين (63 و 67 عامًا).
وقسم الباحثون، المشاركون إلى مجموعتين، الأولى مارست التمارين الرياضية على جهاز المشي الكهربائي، أو الدراجة الثابتة، 4 مرات أسبوعيًا لمدة 6 أشهر، فيما لم تقم المجموعة الثانية بأي أنشطة رياضية.
وبعد 6 أشهر من المتابعة، أجرى فريق البحث مسحًا لأدمغة المشاركين بأجهزة الرنين المغناطيسين لرصد التغيرات في حجم وشكل الدماغ.
ووجد الباحثون، أن التمارين الرياضية كان لها أثر إيجابي كبير على وظائف الدماغ الخاصة بالإدراك والذاكرة، كما لاحظوا زيادة في حجم المناطق الرمادية في الدماغ، بما في ذلك الفص الصدغي، وهي المسؤولة عن الذاكرة قصيرة المدى.
وكانت دراسات سابقة كشفت، أن ممارسة الرياضة بانتظام يوميًا، تقلل من خطر إصابة كبار السّن بمرض "الزهايمر"، حيث تزيد من إمداد المخ بالدم الكافي لعمل منطقة الإدراك بالدماغ.
إقرأ أيضاً: المشي قد يقلل القلق أكثر من التدريبات البدنية القوية
وأضافت أن اتباع أسلوب الحياة الصحي الذي يعتمد على الأغذية الصحية، وممارسة الرياضة بانتظام، يساهم بشكل كبير في الحد من تراكم لويحات بروتين "أميلويد" التي تساعد على ظهور مرض "الزهايمر".
وخلص تقرير أصدره معهد الطب النفسي في جامعة "كينجز كوليدج" في لندن، بالتعاون مع الاتحاد الدولى للزهايمر، فى سبتمبر/ أيلول 2014، إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الزهايمر ارتفع بنسبة 22% خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة ليصل إلى 44 مليونًا، وأن العدد سيزداد 3 أضعاف بحلول عام 2050 ليصبح عدد المصابين بالمرض 135 مليونا تقريبا في العالم، بينهم 16 مليونا في أوروبا الغربية.