في الوقت الذي كان فيه الجميع - تقريباً - يتابعون أول لقاء بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وخلفه المنتخب دونالد ترمب ظهر، يوم الخميس، في أهم بيت أميركي، كان هناك حدث آخر يجري في البيت الأبيض لا يقل أهمية، حيث ثمة من يعتقد أن السياسات الكبيرة غالباً ما تصنع من وراء الجدران، وحيث "وراء كل رجل عظيم امرأة"، كما يقال.
كان ترمب وأوباما وجهاً لوجه لمدة ساعة ونصف، من الحوار المتصل، يبحثان قضايا أميركا داخلياً والسياسة الخارجية والانتقال السلس للسلطات.
في حين جلست السيدة الأولى المرتقبة ميلانيا ترمب بمحاذاة السيدة الحالية التي ستنتهي صلاحيتها عمّا قريب، ميشيل أوباما، حدث ذلك في غرفة بسيطة الديكور بالبيت الأبيض حول قدحين من الشاي، وضعا على طاولتين صغيرتين أمامهما، كوبان باللون الأبيض مع إطار أزرق في الأعلى.
وحين كشفت كل من السيدتين عن ساق، في مشهد كما يبدو انعكاساً في المرآة مع اختلاف درجة اللون، فقد وضعت أمامهما زهرة متعددة الألوان على الأصيص فوق الطاولة وزهرتان خلفهما.
وانتهى الشاي بجولة أخذت فيها ميشيل ميلانيا حول البيت الأبيض، لكي تعرّفها على التفاصيل المتعلقة بالمكان، بحسب ما أكد السكرتير الصحافي للبيت الأبيض "جوش ارنست" في بيان مقتضب.
وقد أظهرت صورة نشرها البيت الأبيض السيدتين تجلسان متجاورتين في الكراسي ذات الإطارات المذهبة بالغرفة الصفراء من البيت الأبيض، حيث كانت ميشيل تتكلم وهي تشير بيدها في حين تستمع لها ميلانيا، ويبدو أن الكثيرين يرغبون في معرفة ما الذي كان يدور في تلك اللحظات من تفاصيل كلامية.
وتقع هذه الغرفة في الجزء السكني من البيت الأبيض، بالطابق الثاني.
وقد جاءت الصورة بتوقيع مصور البيت الأبيض "تشاك كينيدي"، الذي التقط أول صورة للسيدة المقبلة، التي سوف تصبح فيما بعد معتادة بالنسبة له بعد أن تتزاحم الصور لها مع الرئيس ترمب.
وقد ذكر إرنست في تصريح البيت الأبيض أن السيدتين ناقشتا أموراً عديدة، خلال زيارة ميلانيا لبيت المستقبل، وأنهما كأمهات، تطرقتا إلى مسؤولية إدارة الأطفال داخل البيت الأبيض.
وفي مقابل هذا اللقاء الذي يبدو أنه كان لطيفاً، حيث لم ترد تصريحات واضحة، فقط صرح ترمب بأن أوباما رجل طيب جداً، عقب اللقاء التاريخي بينهما.
بالنسبة لقضية الأطفال داخل البيت الأبيض، فهي تلقي الضوء مباشرة على بارون ترمب، ابنه من ميلانيا الذي يبلغ من العمر 10 سنوات والذي يعتبر أول طفل ذكر يتربى بالبيت الأبيض منذ عهد كينيدي.
وقد كانت ابنة أوباما الكبيرة ماليا أوباما في السن نفسها (10 سنوات) عندما دخلت مع والديها البيت الأبيض لأول مرة قبل ثمانية أعوام، في حين كانت شقيقتها ساشا في السابعة وقتذاك.
وقبل أن يفترق الجميع، فقد كان للرئيس أوباما أن يأخذ ترمب إلى شرفة ترومان بالبيت الأبيض بالطابق الثاني، المطلة على الحديقة الجنوبية، ونصب واشنطن.
وقد كانت هذه الشرفة دائما المكان المفضل لأوباما، وقد سميت على الرئيس الأميركي هاري ترومان الذي تولى الرئاسة من 1945 إلى 1953.