إرتفعت أعداد العائلات التي عاشت ظروفاً قاهرة والهاربة من القتال الدائر في مدينة الموصل إلى أكثر من ثلاثة أضعاف في غضون أسبوع.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة فإن مايقرب من 3362 عائلة هربوا من القتال الدائر خلال الأسبوع الماضي مقارنة ب 875 عائلة في الأسبوع الذي سبقه. أي أن إجمالي عدد الفاريين بلغ أكثر من 7000 عائلة (ما يقرب من 4200 شخص) وذلك منذ بدء الحملة العسكرية لاستعادة مدينة الموصل في 17 أكتوبر من العام الجاري.
ويذكر أن قوافل من الحافلات والشاحنات ممتلئة بالعائلات النازحة تتوافد إلى المخيم الذي تديره الامم المتحدة في منطقة (حسن شام) بشكل يومي، والذي يقع خمسين كيلو متراً شرقي مدينة الموصل. فالأشخاص يفرون مع قليل من ممتلكاتهم بعد أن خاطروا بحياتهم هرباً من القصف ونيران القناصة.
والجدير ذكره بأن الخيام في المخيم المعدة ل 1950 عائلة في منطقة (حسن شام) قد تم إستنفاذها تقريباً ومخيماً آخر في منطقة القيارة هو الآخر قد إستنفذ.
فقد أفادت أحدى النساء اللاتي وصلن إلى مخيم (حسن شام) بأن زوجها قد قتل وأنها تعرضت لحروق بالغة بعد أن فجر انتحاري من تنظيم ما يعرف بإسم الدولة الإسلامية نفسه خارج منزلها في أرياف (حي سومر). كما أن ابنتها البالغة من العمر تسع سنوات قد تعرضت لحروق بالغة أيضاً وأن أفراد من أربع عائلات أخرى كانوا يحتمون معاً لقوا حقتفهم جراء الهجوم ذاته، على حد قولها.
وتحدثت امرأة أخرى، 25 عاماً، عن رحلة هروبها لمنظمة أوكسفام: "لقد عاد من بين الأموات". وصلت هذه المرأة إلى المخيم مع ابنتها البالغة من العمر 10 يوما يوم الاثنين الماضي. تصف المرأة طبيعة الحياة الصعبة في مدينة الموصل: "كانت مثل الجحيم. قُتل الكثير من جيراننا. نكاد لا نصدق بأننا في أمان الآن ".
تعمل منظمة أوكسفام والوكالات الإنسانية الأخرى على مدار الساعة لتجهيز الخيام ومرافق المياه ولتقديم العلاج للمرضى والجرحى.
يقول اندريس غونزاليس، مدير مكتب أوكسفام في العراق: "يهرب المواطنيين من مدينة الموصل لينجوا بحياتهم لكنهم يتركون وراءهم أحبائهم وكل شيء يمتلكونه قريباً. لقد وصلوا إلى أماكن آمنة لكن السباق الآن هو لتوفير مأوى لائق، ومياه نظيفة ولتوفير الدفء قبل اشتداد فصل الشتاء. نخشى أن الاستعدادات الحالية في المخيمات لا تواكب الوتيرة المتزايدة في أعداد النازحين الجدد والقادمين من مدينة الموصل ".
ويذكر أن عائلة من كل خمس عائلات هربوا من مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها يتوجهون إلى المناطق والقرى التي تم السيطرة عليها حيث يعاني سكان تلك المناطق من نقص في الغذاء والمياه النظيفة والوقود والدواء.