استطاع كابتن طيران صيني إنقاذ حياة 439 شخصاً من الموت المحقق، عندما قام بتوجيه طائرته بعيداً عن الخطر في لحظات حاسمة مليئة بالدراما، ليكسب جائزة قدرها 360 ألف دولار أميركي (مليون يوان صيني).
ويظهر فيديو مرفق كيف أن جميع الركاب كانوا على مقربة من مأساة محدقة.
وقامت خطوط شرق الصين الجوية بمكافأة الكابتن البطولي يوم الخميس 3 نوفمبر، تقديرا لإنقاذه هؤلاء المئات الأسبوع الماضي في سماء شنغهاي، الشهر الماضي.
اعترضته فجأة طائرة مباغتة
وكانت الطائرة التي يقودها على وشك الإقلاع من المطار عند المسار المخصص لها، عندما اعترضته فجأة طائرة أخرى بشكل مباغت، في المدرج نفسه.
الطيار واسمه "وتشاو" قام بتصرف سريع، حيث قرر أن يتجاوز الطائرة التي اعترضت المدرج عرضيا، بأن يحلق فوقها مباشرة ليكون ممكنا تفادي حصول كارثة بالاصطدام بين الطائرتين.
وكانت الطائرة من نوع إيرباص إيه 320 على وشك الإقلاع في مطار شنغهاي في مقابل الطائرة التي كادت تصدمها وهي من نوع إيرباص إيه 330 بحسب تقرير نشرته صحيفة الشعب الصينية أونلاين.
والطائرتان مملوكتان – بحسب الصحيفة – لشركة طيران شرق الصين. وقالت الصحيفة إن وتشاو قام بزيادة السرعة وهو على بعد 19 مترا فقط من الطائرة الأخرى التي كانت قد هبطت للتو في المطار، ليحلق فوقها مباشرة ويبتعد عنها، وجرى ذلك في الساعة 12 و4 دقائق نهار يوم 11 أكتوبر الماضي
محاكاة الحادث
وقد قامت إدارة الطيران المدني الصينية بعمل محاكاة للحادثة، خلال تحقيقات قامت بها في الشهر الماضي، لتوضح كيف أن الطائرتين كانتا على مقربة شديدة من بعضهما وأن احتمال التصادم كان كبيرا.
وكانت طائرة وتشاو تسير بسرعة 240 كيلومترا في الساعة على المدرج، بحسب بيان نشر على موقع خطوط شرق الصين. أضاف أن الانحرافة الرأسية الحادة التي قام بها الكابتن هي التي مكنت من تفادي الحادثة.
كارثة مطار تينيريفي
وكان هذا الحدث قد أثار وسائل الإعلام الصينية، حيث قارنه البعض بما حدث سنة 1977 بما يعرف بكارثة مطار تينيريفي (جزيرة بالأطلسي) التي تعتبر الأكثر سوءا من حيث عدد الضحايا، حيث تسببت في وفاة 583 شخصا بعد تحطم طائرتين من طراز بوينغ 747 أس، في 27 مارس من ذلك العام، عقب اصطدامهما في المدرج.
وقد أقيم حفل بمناسبة التكريم تمت مكافأة الكابتن فيه، بالإضافة إلى الطاقم الذي منح 600 ألف يوان (71 ألف دولار)، والذي بلغ عددهم في الطائرتين 26 شخصا.
وكانت الطائرة الأخرى الناجية قادمة من بكين إلى شنغهاي، وتحمل 266 راكبا، في حين أن طائرة وتشاو كانت في طريقها من شنغهاي إلى مدينة تيانجين الصينية وتحمل 147 راكبا، ليكون مجموع ركاب الطائرتين 413 شخصا يضاف إليهما 26 هم الطاقم ليكون العدد الكلي من الناجين 439 شخصا.
وقد أثبتت تحقيقات السلطات الصينية أن إدارة المراقبة الجوية بالمطار هي المسؤولة عن الخطأ، وأن فريق الطائرة إيرباص أيه 330 فشل في التواصل السليم مع وحدة التحكم بالمطار.
وترتب على ذلك إلغاء رخص اثنين من مراقبي الحركة الجوية، في حين عوقب 13 من الموظفين الآخرين التابعين للمراقبة بشركة طيران شرق الصين.