اندلعت حرب كونية بين اثنين من النجوم الهائلة في مجرتنا على بعد 7500 سنة ضوئية من الأرض منذ آلاف السنين، وتمكن الفلكيون من تصوير الانفجار الضخم بدقة عالية أكثر منها في أي وقت مضى.
ويطلق على هذا النظام الثنائي من النجوم اسم "إيتا كارينا" ويقع في سديم متراكم عملاق من الغاز والغبار، وأعلن الفلكيون من خلال تقرير نُشر في مجلة Astronomy & Astrophysics، أنهم تمكنوا من تصوير الحرب بين النجمين بدقة عالية، مؤكدين التخمينات الأخيرة حول ما يحدث في المنطقة.
وتحدث عادة ضمن نظام "إيتا كارينا" انفجارات عنيفة ليصدر عنها طاقة ضوئية مثل النجوم المتفجرة. وظهر الحدث الأخير (الانفجار الكبير) في غضون عام 1837 واستمر لمدة 18 عاما، وتسبب في انبعاثات هائلة أضاءت كل كائن في مجرة درب التبانة.
وما يزال علماء الفلك لا يعرفون ما الذي حدث بالضبط لهذه النجوم، وما تزال الأبحاث مستمرة. وواصل نظام "إيتا كارينا" بث رياح قوية من الغاز والغبار بسرعة تقارب 10 ملايين كم/الساعة.
ويعتقد الباحثون أن هذا الانفجار غير من شكل السديم، كما يوضح نموذج الكمبيوتر لدى ناسا، ويمكن تخيل ما حدث من خلال الشكل التالي:
يبدو أن "إيتا كارينا" B الأصغر في نظام النجمين، ومع ذلك ما تزال كتلته أكبر بـ 30 مرة من كتلة الشمس وأكثر إشراقا بمليون مرة. بينما تفوق كتلة "إيتا كارينا" A كتلة الشمس بـ 90 مرة، وهو أكثر إشراقا بـ 5 ملايين مرة.
ويقترب النجمان أحدهما من الآخر كل 5.5 سنوات أكثر بمسافة تعادل البعد بين المريخ والشمس، ويطلق على هذه اللحظة اسم مقطع "periastron"، وكانت آخر مرة يحدث فيها هذا الأمر في شهر أغسطس/آب عام 2014، وتمكن تلسكوب "المقراب الكبير جدًا" Very Large Telescope Interferometer المُدار من قبل المرصد الأوروبي الجنوبي (ESO)، من تصوير جوهر "إيتا كارينا".
ويوجد عدة تفسيرات لحدوث تصادمات عنيفة ضمن النظام الثنائي النجوم، حيث تصدر عن كل نجم رياح قوية للغاية من الجزيئات المتصادمة العالية الحرارة، لينتج في النهاية تغيرات في شكل السديم.
وربما سيكون الفلكيون قادرين على استخدام هذه الصور المفصلة للغاية وغيرها في المستقبل من أجل فهم الأسباب الكامنة وراء حدوث انفجار عظيم كهذا في مجرة درب التبانة.