جودة لرؤيا: منح جلالة الملك جائزة ويستفاليا للسلام مفخرة للأردنيين..فيديو

الأردن
نشر: 2016-10-14 06:19 آخر تحديث: 2017-12-26 13:45
وزير الخارجية ناصر جودة أثناء لقاءه في برنامج حلوه يا دينا
وزير الخارجية ناصر جودة أثناء لقاءه في برنامج حلوه يا دينا

قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة إن جائزة ويستفاليا للسلام أصبحت تأخذ حيزا هاما بين الجوائز التقديرية الممنوحة لزعماء العالم مؤخرا، والتي منحت مؤخرا لجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم لدوره في السعي نحو السلام ودوره في التسامح وسياسات التسامح ودوره في نشر الاعتدال والوسطية والسياسات المتزنة.


واضاف جودة خلال استضافته على برنامج حلوة يا دنيا :" عندما نقول إن جلالة الملك يحضى بمكانة رفيعة، ومحترمة، ومقدرة بين دول وقادة وشعوب العالم فنحن لا نبالغ، فهذه حقيقة وواقع، ففي خضم الازمات والحروب والعنف نجد صوت الاعتدال والحكمة الذي يستمع اليه زعماء العالم وانا شاهد على ذلك وأتحد بناءً على تجربة حقيقية وواقعية افتخر واتشرف بها عندما اكون بمعية جلالة الملك ونكون بحضور زعماء مخضرمين في العالم وهم يجتمعون مع جلالة الملك يقولون ثقفنا يا جلالة الملك عن الموضوع الفلاني ، وحدثنا ان تكرمت عن " ديناميكيات" الصراع الفلاني وهذا حقيقة ما نفخر به كاردنيين جميعا ونسال الله ان يحمي سيدنا وهذه المكانة المحترمة له في العالم والمكانة المحترمة للأردن وللأردنيين ".


وتابع قوله وعندما نتحدث عن جائزة ويستفاليا للسلام ، فإن منطقة ويستفاليا تقع في غرب المانيا، حيث ارتبط اسم هذه الجائزة باتفاقية شهيرة وقعت عام 1846 في مدينة اسمها ونستر في غرب المانيا، حيث تم توقيع اتفاقية ويستفاليا التي أنهت حرب شهيرة كانت تعرف بحرب الـ 30 عاما، والتي كانت من أدمى الحروب التي شهدتها اوروبا ، فصراعات وثقافات وحضارات ودول كلها اصطمدت مصالحها بعضها ببعض وكانت حرب دامية وعنيفة خلفت كثيرا من الدمار وقتلى بمئات الالاف والاف من المشردين واللائجين، ولكن انتهت الحرب من خلال اتفاقية سلام وقعت في مدينة منستر وسميت باتفاقية ويستفاليا، وهذه كانت أول مرة في تاريخ الحروب المعاصرة يتم فيها انهاء حرب بمفاوضات سياسية ودبلوماسية أدت إلى انهاء الحرب بدلا من ان يكون الحسم عسكريا".


وأكد بأن :" منح هذه الجائزة للصوت المتزن والحكيم والعالي الذي يدوي في كل انحاء العالم بأن الحلول يجب أن تكون سلمية، فإن هذا الامر له معاني كثيرة ايضا، فجلالة الملك يتحدث دائما عن القضية الاعقد في منطقتنا وهي القضية الفلسطينية من خلال مفاوضات مباشرة تؤدي على اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني واحقاق الحق والسلام والاطمئنان لكل دول وشعوب المنطقة، كذلك المعضلة السورية التي على وشك ان تدخل عامها السابع، ونتحدث الآن على ضرورة العودة للحل السياسي، فنرى الدمار والقتل والتشريد، والوضع الانساني المأساوي وخاصة في الايام الاخيرة في حلب، وهي المدينة العريقة التاريخية بشعبها العريق الأبي، لكن الدمار الذي نشاهده في حلب تدمى له القلوب قبل الاعين، ومرة اخرى المشكلة اليمنية والمشكلة الليبية والقضية الاعقد وهي القضية الفلسطينية، وطبعا صوت جلالة الملك في بقاع المعموره وهو يتحدث عن الاسلام المعتدل، وعن التسامح وقبول الاخر، والحاور، ومحاربة المتطرفين واصحاب الفكر "السوداوي" الذين يريدون أن ينهوا الحياة كما نعرفها، وهذا بعيد عنهم وعن منالهم كل البعد، ولذلك تقدير كبير لرجل وقائد عربي مسلم هاشمي ، يتحدث في هذه الاجواء التي تعيشها الكرة الارضية من صراعات وتطرف وارهاب وازمات بلا حلول هو الذي يحتل المكانة في الحديث عن الحلول السياسية والحلول الدبلوماسية، وهذا مفخرة لكل الاردنيين، فهذه هي خلفية الجائزة وهذه احقيقة - ان كان لنا ان نتحدث كأردنيين- ان ينالها شخص مثل جلالة الملك عبدالله الثاني".


واوضح جودة بأن الجائزة تشرف عليها قطاعات مختلفة في المانيا، من قطاعات اقتصاية ومؤسسات فكرية وبحثية،بعيدة كل البعد عن قرارات السياسيين والساسة، بمعنى ليس السياسيون من ينتخبون من سيحصل على الجائزة بل قطاعات مختلفة، وبالتوافق، وطبعا باستشارة قيادين بارزين مثل المستشارة الالمانية ميركل ووزير الخارجية الالماني له دور في الجائزة ايضا، ولكن الاهم في الموضوع ان القرار اجماعي وان القرار بمنح هذه الجائزة لجلالة الملكة كان قرارا اجماعيا توافقيا، أي جميعهم اجمع على أن هذا هو الشخص والقائد المثالي الذي يجب أن تمنح الجائزة له".


وتابع قوله :" إن هناك تقدير كبير للعبء الذي يتحمله الاردن في استضافة اللاجئين عامة، وخاصة اللائجين السورين في السنوات الاخيرة، وربما من اسهل القرارات على اي حكومة في العالم أن تقول " لا" ولكن نحن نعرف ان الاردن لا يعمل بهذا الشكل ولا هكذا تاريخه، فهذا الوطن على مر التاريخ هو ملاذ لاحرار العرب، وعلى هذا قام، ولكن في نفس الوقت على العالم ان يتحمل مسؤولياته، تجاه اي ازمة لها تبعات اقليمية ودولية، ونحن دائما نتعض من كلام جلالة الملك الذي يقول دائما :" بانه صحيح ان الاردن دولة متاخمة حدوديا لسوريا تتاثر بما يحدث بسوريا، ولكن الازمة هي ازمة دولية " فهي بدأت اقليمية واصبحت دولية، وفيما يتعلق من تبعات انسانية والتداعيات الانسانية للازمة السورية اصبح العالم كله يشعر بها، فهناك تقدير للاردن الذي تحمل عبء الازمة السورية نيابة عن المجتمع الدولي، وانا اقول دائما حين نتحدث عن المجتمع الدولي فإننا نتحدث بالمفرد، ولكن المجتمع الدولي داخله يوجد مكونات عديدة فاذا مكون من هذه المكونات صغير جغرافيا وكبيرة معنويا وله تاثير في العالم مثل الاردن قام بمجهود معين تجاه أزمة معينة نيابة عن هذا المجتمع الدولي، على بقية المكونات أن تهب وتساعد هذا المكون الذي قام بهذه المبادرة ، وإن لم يقم بواجبه فلماذا نسميه مجتمعا دوليا بالمفرد دعونا نتحدث بالجمع عن مجتمعات دولية ودعوا كل مجموعة ان تتخذ الاجراءات وتتبنى السياسات التي تعتقد انها مناسبة لمصالحها، وهنا تصبح فوضى، فهناك مظلة دولية، وامم متحدة، ومظلات تجمع دول مختلفة وتجمعات اقليمية، وهناك اسس ومبادئ بنيت عليها الأمم المتحدة.


ولفت إلى ان هناك من يسأل لماذا الاردن يشارك بقوات حفظ سلام في منطقة بعيدة من العالم وهي " هايتي" نقول هذه هي المسؤولية الكونية ، فحين يكون هناك كوارث طبيعية وحين يكون هناك حفظ سلام بين دولتين متنازعتين وقعوا على محافظة سلام والامم المتحدة تشرف على حفظ السلام، فالاردن من أكثر الدول مشاركة في قوات حفظ السلام في العالم، إن كان في امور متعلقة بالقوات المسلحة، او بالامور الشرطية، فدولة صغيرة الحجم من أكبر الدول مشاركة في قوات حفظ السلام بالعالم، فهذه المسؤولية الدولية التي نتحدث عنها، لكنها ليست باتجاه واحد، بل باتجاهين فالاردن حين يقوم بهذه المهام نيابة عن المجتمع الدولي في الحفاظ على الامن والسلم الدوليين ، يجب على العالم أن يبادر في مساعدة الاردن، فنحن تحملنا وبذلنا الكثير، واخوانا وأخواتنا من عانوا الأمرين نتيجة ما شهدناه من ويلات في السنوات الأخيرة، من قتل ودمار وعنف مستمر، وتاريخ وارث يدمران، فحلب مدينة تاريخية وكل مبنى فيها له تاريخ يمتد لمئات السنين، ونحن نشاهدها تدمر امام عيون العالم".


وأوضح :" بانه مقابل تقدير العالم لجلالة الملك وللأردن لما يقوم به، كذلك جلالة الملك أعطى المانيا حقها، وهذا كان له دلالات كبيرة، ولذلك الرئيس الالماني سافر من العاصمة الالمانية برلين إلى مدينة منستر ليكون في استقبال جلالة الملك ، ويكون مضيفا له ويقدم جلالة الملك عندما تم منحه الجائزة، فالرئيس الالماني، والمستشارة الالمانية ميركل قدروا ان جلالة الملك ابرز دور المانيا القيادي في تحمل المسؤولية الكونية بموضوع اللجوء السوري تحديدا".


وفي معرض رده عن سؤال متعلق بالرسالة التي ينشرها الاردن قال:" إن الرسالة الاولى التي ينشرها الاردن تتعلق بالدعم، فحين نتحدث عن ربع ميزانيتنا السنوية تخصص لمعالجة ازمة اللجوء السوري فهذا امر صحيح، والعالم يشاهد هذا ويشاهد ماذا تحمل الاردن، وحين نتحدث عن 2 او 3 مليار سنويا ككلفة لعبء الازمة السورية، ولا يتأيتنا إلا 39 % من هذا المبلغ، فهذا الجانب المادي، اما الاثر السياسي فكبير ومهم، لافتا إلى ان هناك دول كثيرة ومنظمات كثيرة قامت بالواجب - لا نستطيع ان نقول قامت بواجبها وأكثر- لان هناك أكثر من هذا مطلوب ، وانا دائما اوجه رسالة لكثير من نظرائي في انحاء العالم أن الثناء والشكر لا يكفي ونسألهم أين المضمون".


وتابع قوله إن مؤتمر لندن الهام بالاضافة إلى ثلاثة او اربعة مؤتمرات للدول المانحة في موضوع اللجوء السوري، وحين نتحدث عن دول مانحة فإننا نتحدث عن التبرعات والمنح لمعالجة موضوع معين، ولكن مؤتمر لندن كان ابعد من هذا فالرسالة التي وجها جلالة الملك في المؤتمر بان الموضوع ليس فقط المنح وهي مطلوبة، ولكنها رسالة سياسية بامتياز، وكنا نقول ان مؤتمر لندن ليس مؤتمر مانحين فقط فحسب بل مؤتمر سياسي، لان المشاكل الاقليمية ذات التبعات الدولية هي مسؤولية اممية وليست مسؤولية الدول المجاورة فقط وهذه رسالة وصلت بوضوح للعالم، وتغيرت وجهة نظر العالم لهذه الامور بعد مؤتمر لندن".


وقال نحن نطمح لمزيد من الدعم في موضوع الازمة السورية ولكننا نطمح لمزيد من المشاركة وتبادل وجهات النظر وتحمل المسؤولية.


وختم حديثه بالقول :" لقد وصلتني رسائل من كل انحاء العالم تتحدث عن هذه الجائزة وسرور مواطنين من دول مختلفة ان جلالة الملك هو من نال هذه الجائزة ، كذلك وصلتني رسائل قبل اعوام حين القى جلالة الملك خاطبه الشهير والهام في البرلمان الاوروبي حين تحدث جلالة الملك عن القيم الحقيقية للدين الحنيف، وعندما تحدث عن التربية والتنشأة حسب عاداتنا وقيمنا وحسب القران الكريم وتعاليم رسولنا "ص " فهذه الكلمات التي اختارها جلالة الملك، وانا صادق فيما اقول ودقيق في اختيار كلماتي بانها مازالت مدار حديث ساسة واقتصاديين ورجال اعمال واناس عادين ليس في منطقتنا فقط وإنما في اوروبا وفي الامريكيتين وفي كل مكان، فهناك الكثيرون يتحدثون عن الرسالة العظيمة التي يقدمها جلالة الملك فيما يتعلق بالقيم الحقيقية للدين الحنيف وعن عدم ارتباط هذا الدين او اي مسلم بالجرائم التي ترتكب باسم الاسلام والاسلام منها براء، وهنا حين نتحدث عن مكانة جلالة الملك والاردنيين فإننا نتحدث عن كنز وهو كنز واجب على كل اردني واردنية ان يحافظوا عليه ويشاركوا في الرسالة التي يتبناها ويقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ".

 

أخبار ذات صلة

newsletter