هل تخيلت أو تمنيت يوماً ما أن تسير أسرع من الصوت؟ شركة "هايبرلوب وان" الأمريكية قد تحقق هذا الحلم لك في المستقبل، حيث أعلنت الشركة المتخصصة في تطوير وسائل النقل فائقة السرعة، أنها تنوي إجراء أول اختبار شامل قبل نهاية العام الجاري لرحلة داخل الأنابيب بسرعة تصل إلى 1200 كيلومتر في الساعة.
وفكرة النقل عبر تقنية "هايبرلوب" تعتمد على دفع كبسولات تحمل ركاباً أو أي شحنات داخل أنابيب منخفضة الضغط، بسرعة تصل إلى 1200 كيلومتر في الساعة، وتتحرك الكبسولات على وسادات هوائية دون الاحتكاك بجدران الأنبوب بفعل مجالات مغناطيسية.
ورغم أن الفكرة تبدو غريبة ولاقت انتقادات كثيرة، إلا أن روب لويد، المدير التنفيذي لشركة "هايبرلوب وان" التي تتخذ من لوس أنجلوس مقراً لها، دافع عن فكرة النقل عبر الأنابيب منخفضة الضغط، مفنداً الانتقادات الموجهة لها التي تقول إنها مناسبة للأغراض العلمية لا للاستخدامات العملية.
وقال لويد: إنها "حقيقية (تقنية هايبرلوب) وتحدث الآن، ونحن سنوضح كيف يمكن لهذه الشركة تطبيقها"، في حين أكد إلون ماسك، المدير التنفيذي لشركتي "تسلا" و"سبيسكس" صاحبتي تصميم المشروع، أن التقنية الجديدة أكثر سرعة وكفاءة وأقل تكلفة من قطار النقل السريع الذي يتم إنشاؤه حالياً في كاليفورنيا.
وتخطط الشركة لإنشاء مشاريعها في الولايات المتحدة، ثم التوسع لتشمل دولاً أخرى في أوروبا، ووقعت أخيراً عقداً لإنشاء خط "هايبرلوب" يربط بين سلوفينيا والنمسا والمجر، وذلك بعد ضخ استثمارات جديدة قيمتها 80 مليون دولار، حيث يعتبر هذا النوع من المشاريع وسيلة ثورية تنقل الركاب بأحدث الوسائل، وتعد نقلة كبيرة في مجال نقل الركاب وبديلاً عن القطارات فائقة السرعة الحالية.
وكان المهندس والملياردير الأمريكي إيلون ماسك قد كشف في العام 2012، عن دراسة لأول نظام نقل فائق السرعة في العالم غير تقليدي ويسير بسرعة تفوق سرعة الصوت، حيث تستغرق الرحلة بين مدينتي سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس الأمريكيتين نصف ساعة تقريباً، في حين تبلغ المسافة بين المدينتين نحو 615 كيلومتر تقريباً، ويستغرق السفر بالسيارة نحو 5 ساعات و35 دقيقة تقريباً عند سلوك أقصر طريق، كما يستغرق السفر بالطائرة نحو ساعة و20 دقيقة.
ويعرف إيلون ماسك بأنه مؤسس خدمة نقل الأموال عبر الإنترنت "باي بال"، ومؤسس شركة المحركات "تسلا موتورز" التي صنعت أول سيارة كهربائية قابلة للاستخدام، كما يشغل الرئيس التنفيذي وكبير مصممي شركة "سبيس إكس" لتكنولوجيا الفضاء.
وبحسب المهندس الأمريكي فإن "هايبرلوب" هجين بين طائرة الكونكورد وقاذفة الصواريخ وطاولة للعب الهوكي في الهواء، حيث تعمل وسيلة الموصلات بواسطة كبسولة للركاب تنتقل خلال أنبوب ضخم خال من الهواء يربط بين محطتين، وتستطيع كل كبسولة حمل نحو 20 راكباً، ويمكن إطلاق كبسولة للركاب كل 30 ثانية في الخط الواحد دون أي مشكلة أو خطر لتصادم الكبسولات أو خروجها عن المسار، كما توجد مسافة أمان بين كل كبسولة والأخرى تبلغ خمسة أميال.
كما تعد وسيلة مواصلات حديثة أكثر أمناً وأسرع وأقل تكلفة وأكثر راحة من أي وسيلة مواصلات حالية، حيث نشر المهندس تصميمات للمشروع عبر مدونته أظهرت شكل الكبسولات التي تضم مخزناً للأمتعة ومكاناً لجلوس المسافرين يضم مقاعد مريحة أمامها شاشات تلفاز، ويمكن أيضاً لوسيلة المواصلات الجديدة الربط بين المراكز السكنية الرئيسية في العالم لتوفير رحلات تستغرق وقتاً أقل، حيث يمكن الانتقال بين أمريكا والصين خلال رحلة تستغرق ساعتين فقط، وتوقع "ماسك" بناء الأنبوب الواحد بنحو 10% من تكلفة القطارات فائقة السرعة وربع تكلفة الطرق البرية الممهدة.
أما العقبات التي يواجهها المشروع فهي: الموافقات الحكومية والتمويل، ورغبة "ماسك" في الإشراف على تنفيذ المشروع بنفسه؛ حيث اقترح المهندس الأمريكي أن يكون مشروع "هايبرلوب" بديلاً للسكك الحديدية فائقة السرعة التي سيتم إنشاؤها في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن مشروع "هايبرلوب" يستغرق وقتاً أقل لتنفيذه وذلك في فترة ما بين سبع أو عشر سنوات بتكلفة نحو ستة مليارات دولار أمريكي، بدلاً من 68 مليار دولار أمريكي التي تعد تكلفة مشروع القطارات فائقة السرعة في الولايات المتحدة.