أظهرت نتائج الانتخابات النيابية للمجلس الثامن عشر تطورا ملحوظا في مستوى الوعي الجماهيري بين ابناء الشعب الاردني، في عدة جوانب كان أبرزها ارتفاع نسبة تمثيل المرأة في مجلس النواب ارتفاعا لم يشهده اي مجلس منذ عودة الحياة الديمقراطية في المملكة عام 1989.
وحصدت النساء الاردنيات 20 مقعدا في مجلس النواب نسبة تصل إلى 15% ، الامر الذي حدا بعديد من المراقبين إلى اعتبار هذا الامر تطورا في العملية الديمقراطية الاردنية وخطوة إلى الامام ستعزز من دور المرأة في الحياة السياسية الاردنية، بعد أن كانت هناك موجات استياء من ناشطات سياسيات، ومؤسسات مجتمع مدني " لاقصاء المرأة " أو تهميشها عن لعب ادوار سياسية.
صحيح أن نظام الكوتا ساعد المرأة للدخول في مجلس النواب، إلا أن الارقام التي حصدها بعضهن تدل على وجود قاعدة شعبية، وعلى ثقة المواطن الاردني بدور المرأة.
وكانت نسبة النساء الأردنيات في المجلس السابع عشر 12% ، ثلاثة مقاعد تنافسيا و15مقعدا بالكوتا، وبواقع 18 مقعدا من اصل 150مقعدا، وفي المجلس السادس عشر بلغت نسبة تمثيل المراة 10.83%.
أما الانتخابات الحالية فقد بلغ عدد النساء في مجلس النواب الثامن عشر 20 سيدة نجحت منهن 5 سيدات على مقاعد التنافس وهن فضيه عبدالله فالح ابوقدورة في البلقاء عن قائمة الاتحاد، ورندة الشعار في الكرك عن قائمة الوفاء للاغوار، وصباح الشعار في الكرك أيضا عن قائمة الشمس، وهدى العتوم في جرش عن قائمة الإصلاح، وصفاء المومني في عجلون عن قائمة الوفاق.
اما السيدات اللاتي نجحن من خلال المقاعد المخصصة للنساء فهن منال علي الضمور في الكرك عن قائمة وطن وديمة طهبوب في عمان عن قائمة الإصلاح، وانتصار حجازي في اربد عن قائمة حوران الخير، وهيا مفلح في البلقاء عن قائمة التجديد، وابتسام النوافلة في معان عن قائمة البتراء، وحياة المسيمي في الزرقاء عن قائمة الإصلاح، وريم أبو دلبوح في المفرق عن قائمة الصقور، وانصاف الخوالدة في الطفيلة عن قائمة عدالة، ومرام الحيصة في مادبا عن قائمة العهد، ووفاء بني مصطفى في جرش عن قائمة الاصالة، ومنتهى البعول في عجلون عن قائمة العمل، وعليا أبو هليل في العقبة عن قائمة العقبة، وزينب الزبيد في بدو الشمال عن قائمة رعد الشمال، وشاهة أبو شوشة في بدو الجنوب عن قائمة الوفاء، ورسمية الكعابنة في بدو الوسط عن قائمة الكرامة.
وعلى كل حال فإن صعود المرأة الاردنية سيمثل بارقة أمل في تعزيز دور المرأة في كافة مستويات الحياة السياسية، وإن قدر لهن النجاح في المجلس القادم، فإن هذا الامر قد يحدث ثورة في العقلية السياسية في الاردن خصوصا على مستوى تركيبة الاجهزة الادارية والحكومة بحيث تتبوأ المرأة مناصبا قيادية حرمت منها عقودا طويلة.. فهل تفعلها المرأة الاردنية .. دعونا ننتظر قابل الايام.